بخصوص الصحراء المغربية، ذكرت صحف موريتانيا، أن سفارة بلادها لدى واشنطن، أرسلت تقريرا وصفته بـ”السري” إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.  يتضمن فحوى لقاء السفيرة سيسة منت بيده، مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دبريك شوليت.

وأخبرت سفارةُ البلد بواشنطن الرئيسَ الغزواني بأن الخارجية الأمريكية هنأت حكومة نواكشوط على مستوى التقدم الحاصل فى علاقاتها مع جارتها الشمالية (المغرب).  مشيرة إلى أنها تشجع على توسيع العلاقات في اتجاه حلحلة ملف الصحراء حتى يتم الإعتراف بمقترح الحكم الذاتي. و يتم طي ملف النزاع بشكل نهائي خدمة لتنمية المنطقة و استقرارها الإستراتيجي.

كما حذرت الولايات المتحدة في نفس التقرير، موريتانيا من ”مخطط روسي . يسعى إلى اختراق البلاد عبر وحدات مرتزقة “فاكنر” المتواجدة في جارتها الجنوبية الشرقية (مالي)”. وهو ما يثير التساؤل عمّا إن كانت ضغوط واشنطن ستفلح في إخراج موريتانيا من حيادها في ملف الصحراء المغربية.

دعوة أمريكية للاعتراف بالحكم الذاتي؟

وفي هذا السياق، يرى الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد العالي الباروكي، أن “دور الولايات المتحدة الأمريكية في المساهمة في حل نزاع الصحراء المفتعل ظهر جليا من خلال اللقاء الأخير لمجلس الأمن. باعتبارها حاملة قلم المجلس، ودورها الذي لعبته في اتخاذ قرار مجلس الأمن”.

وأكد الباروكي، في تصحريه لـ”آشكاين”، أن “الولايات المتحدة الأمريكية دائما تحاول تسريع وتيرة إيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء، وبالتالي فاعترافها الصريح بمغربية الصحراء شكل دعوة بشكل غير مباشر لجميع الأطراف المعنية بالنزاع. أو تلك التي تم اعتبارها من طرف مجلس الأمن مؤخرا أنها أطراف ومعنية بالدخول في موائد مستديرة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “الولايات المتحدة الامريكية بضغطها وتحذيرها للجزائر كي لا تذهب في اتجاه التحالف مع روسيا وخدمة مصالح روسيا. فهو كذلك، بشكل غير مباشر، نوع من الرسائل التي تبعثها الولايات المتحدة الامريكية.  حتى لا تذهب الأطراف ضد حل نزاع الصحراء المغربية”.

وخلص إلى أن “رسالة الرئيس الموريتاني الأخيرة، فيها إشارات.  قبل أن تكون التحذيرات التي جاءت عبر سفارة موريتانيا بواشنطن. من خلال العلاقات التي تحدث عنها الرئيس الموريتاني مع المغرب. إذ كانت إشارات قبلية. وحتى التنسيق الموريتاني المغربي في الحدود بين البلدين هو كذلك إشارات ميدانية إيجابية  بأن موريتانيا ستذهب أيضا في اتجاه الإصطفاف إلى جانب المغرب. وبالتالي الإعتراف، على الأقل كما يفعل الجميع، بمبادرة الحكم الذاتي.