الاحتفال ببعض المناسبات كرأس السنة الفلاحية لا زالت معروفة إلى يومنا، و هناك عدة تسميات كأمغار، يناير، الحاكوز أو الحاكوزة والتي تصادف 13 يناير من كل سنة، و العنصرة التي يحتفل بها يوم الرابع والعشرين من يونيو. كل ذلك هو من الأعياد الأمازيغية القديمة.

 

ووفق أحد المهتمين بالثقافة الأمازيغية، فالعديد من الأسر الأمازيغية و العربية في البيوت المغربية، لا زالت تحيي هذا الحدث الذي دأب عليه القدامى منذ زمن بعيد، رغم تعرضه لبعض النسيان، شأنه شأن الكثير من التقاليد المغربية التي اندثرت، مبرزا أن التسمية تختلف من مكان إلى آخر، و أصبح الاحتفال بداية للسنة الفلاحية، و حسب ذات التقويم فإن هذا اليوم يصادف منتصف ( الليالي ) و التي هي عبارة عن أربعين يوما، العشرين الأولى ( و تعرف بالليالي الكحلى / السوداء ) و سميت هكذا لكثرة أمطارها و سواد غيومها و العشرين الثانية ( الليالي البيضاء ) و سميت كذلك لأن الأمطار تقل شيئا ما فيها.

 

واوضح المتحدث نفسه ل”المغرب 35″، أن الكثير من الأسر، يتبعون في هذا اليوم، طقوسا مختلفة حسب المناطق، ففي منطقة سوس مثلا تحضر النسوة صحنا من عصيدة الشعير أو الذرة، ويضعون فيه نواة التمر، ويطلب من أفراد العائلة تناول هذا الطبق، ومن صادف النواة، تقدم له هدية بالمناسبة. أما في بعض المناطق الأخرى، كالمغرب الشرقي فيتم شراء الفواكه الجافة من لوز و جوز و غيرها على غرار عاشوراء في بعض الجهات الأخرى، مشيرا في نفس الصدد إلى أنه في مناطق جبال الأطلس و السهول المجاورة له فيتم تهييء طبق من الكسكس بالدجاج و سبعة أنواع من الخضر أو أكثر. هذه الوجبة التي يتم إعدادها كعشاء ليلة 13 يناير، و هناك من يقوم بذبح و إعداد طيور الدجاج بعدد أفراد الأسرة، كما تتم مصاحبة هذه الوجبة بالبيض المسلوق، وأكل الرمان الذي تكون ربات البيوت قد احتفظن به منذ موسم الرمان الماضي. كما يقوم الأطفال الصغار في هذه الأسر ببعض العادات خلال هذه الليلة، فيضعون قشور البيض و الرمان في منديل تحت الوسادة، بحيث يخبرهم الكبار بأن ( اللماسة ) و هي امرأة ستحضر ليلا ( على شاكلة بابا نويل ) لتتلمس بطون الصغار هل هي ممتلئة بالطعام، لتحول تلك القشور إلى قطع نقدية، هذه العملية التي يقوم بها الكبار طبعا و ذلك تشجيعا للصغار على الأكل.

 

إلى ذلك فهذه عادات و تقاليد يتلقاها الخلف من السلف و تتنوع بتنوع المناطق المغربية، إلا الشرط الأساسي يبقى فيها هو أن تكون جماعية بحيث تكون فرصة يجتمع فيها أفراد الأسرة للتزاور و صلة الرحم.