الحسين اليماني: إنهم يتفرجون ويتلذذون…

في زمن الحروب والمواجهات، بقصد حماية المصالح القومية للدول، وأساسا من أجل السيطرة وامتلاك مصادر الطاقة والتحكم فيها، نعيش في المغرب، جريمة القتل بالعلالي والتفرج على الموت البطيء لشركة سامير ، التي كانت متخصصة في تكرير وتوزيع مشتقات البترول.

وإن كان موت اليوم، جاء في الأصل من الورم الخبيث للخوصصة المشبوهة في سنة 1997، ومن المرض العضال في سكوت سلطات المراقبة، على تجاوزات شركة كورال المفوتة لها سامير ، من حيث عدم تنفيذ التزامات التاهيل والتحديث والجنوح لسوء التدبير وافقار أصول الشركة من خلال المديونية المفرطة ، والتي التهمت حتى المال العام، عبر قرض الحيازة الذي وقع عليه نزار بركة حينما كان وزيرا للمالية في حكومة بنكيران. فلماذا يفضل القاءمون على شؤون البلاد الاكتفاء بالصمت والتفرج، على التلاشي المتواصل للأصول المادية والبشرية لشركة سامير المتوقفة عن الإنتاج ، منذ صيف 2015.
فقليلا من الحياء وقليلا من الغيرة على مصالح هذه البلاد، فلم يعد هناك مبرر للتفرج والتلذذ بموت شركة سامير، فالبلاد تعيش مرحلة تقتضي الدفاع المستميث على مصالحها العليا، ومنها الشروع قبل فوات الأوان ، في إحياء تكرير البترول بشركة سامير والعمل على تمنيع الوضع الطاقي للبلاد، في ظل الاهتزازات الخطيرة التي يعرفها السلم العالمي.

 

الحسين اليماني الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول