في بعض المناطق الجبلية لإقليم أزيلال، وأنت تتواجد بالجماعة القروية لتنانت يثير انتباهك دوار يدعى دوار تعينيت 2، يتضمن تجمعات سكانية تابعة لجماعة آيت ماجضن، و الذي لا يبعد سوى ببضعة أمتار عن مركز جماعة تنانت، إلا أن التقسيم الإداري الأخير ألحقه بالجماعة المذكورة، ما زاد من معاناة ساكنته جراء إرث جنوه من مجالس سابقة.

معاناة لا تنتهي..

في هذا الإطار، أوضح سعيد من ساكنة دوار تعينيت2، أن هذا الأخير يختزن معاناة متعددة الأوجه، بالرغم من تواجده بالقرب من عدد من المرافق الإدارية، إلا أن ساكنته تضطر إلى قطع كيلومترات لقضاء أغراضها، ما جعلها تناشد المسؤولين بإلحاقها بجماعة تنانت أو الإسراع في تأهيل الدوار الذي تصل ساكنته حوالي 3000 نسمة، لضمان عيش كريم.

وأضاف نفس المتحدث ل”المغرب 35″، وهو يتحسر عن مختلف الإكراهات التي يعيشها الدوار في دقائق معدودة، لأنها مترابطة ومتشابكة، والكثير منها ظل عالقا لسنوات، حيث أفاد، أن الساكنة لم تجني من السنين الفارطة سوى الوعود الوردية التي غالبا ما يتم إقبارها فور إغلاق صناديق الاقتراع أو بعدها بقليل.

 

راوئح تحبس الأنفاس

الشاب أحمد هو كذلك من ساكنة الدوار لم يخفي المعاناة التي يتكبدونها(الساكنة) خاصة مع مطرح للنفايات، قائلا في هذا الصدد: “نفايات المطرح العشوائي الكائن على بعد أمتار قليلة من دوار تعينيت2 ومن تجزئة أزود التابعة لجماعة تنانت، حوّلت حياة الساكنة إلى جحيم متواصل، ومع ذلك لا تزال الجهات المعنية تتدارس وتتداول الحلول الممكنة لتحويل المطرح، وفي كل مرة يبررون فشل تدبيرهم بغياب وعاء عقاري”.

وأضاف أحمد الذي كان يتحدث للموقع بمرارة عن عمق معاناة أسرته وجيرانه بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح، التي تتفاقم في فصل الصيف، بالقول: “ما زاد الطين بلة هو ازدياد حجم النفايات، فبعدما كانت مساحة المطرح لا تتجاوز بضعة أمتار تتحول اليوم، في غياب مراقبة مستمرة، إلى أكوام من النفايات تستهوي الكلاب الضالة، ما بات يهدد الأطفال والمارة بشكل عام من خطرهم”، مطالبا عامل الإقليم والجهات المسؤولة إلى زيارة المنطقة للاطلاع على حجم المعاناة التي تقضي مضجع الساكنة منذ سنوات وليس لشهر أو بضعة أيام.

المياة العادمة تعمق المعاناة

المياه العادمة لها أثر سلبي على ساكنة دوار تعينيت2، وفي السياق ذاته أبرز عزيز أن الساكنة “تشكو من المياه العادمة التي يتم تصريفها في سواقي عشوائية على سطح الأرض، حيث غالبا ما تكون هي الأخرى مصدرا للروائح الكريهة ومرتعا للبعوض ومختلف الحشرات المضرة بصحة المواطن، وخاصة الأطفال”، مجددا بدوره مطالبته الجهات المعنية بتدبير الشأن المحلي بإدراج “مشروع تبليط الأزقة إلى جانب مد الدوار بقنوات الصرف الصحي في برنامج عمل الجماعة، حتى تنعم ساكنة الدوار بحياة كريمة، وتتمكن من الارتقاء إلى درجة مركز حضري بالنظر إلى موقعها الجغرافي المتميز وجمالية بناياتها التي تنضبط في غالبيتها لمساطر قانون التعمير”.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن أن “ساكنة دوار تعينيت2، زاد من تعقيد وضعها من خلال سوق أسبوعي يشكو من اختلالات تنظيمية ويترك من نفايات الدواجن والمواد البلاستيكية ما يكفي لخنق الأنفاس والرفع من منسوب التعاسة”.

من جهة ثانية، أجمع المتحدثون في ختام حديثهم إحداث الجهات المختصة مؤسسة ابتدائية للتعليم، درءا للمعاناة التي يكابدها المتمدرسون أثناء تنقلهم نحو مركز تنانت في مسار يتسم بالخطورة جراء انتشار فوضى الدراجات النارية، مشيرين إلى أهمية النهوض بالتعليم الأولي وتأثيث فضاءاته بشكل يليق بالممارسة التعلمية.

الجماعة القروية تعد بالحلول

ولمزيد من التوضيحات في الموضوع، أكد رئيس الجماعة القروية لآيت ماجضن، على أن ملفا الصرف الصحي والمطرح العشوائي بدوار تعينيت2 يعدان من بين الإكراهات الكبرى التي تواجه المجلس الحالي، لكن ،وفق رئيس الجماعة، خلال الأيام الماضية، زار مكتب للدراسات دوار تعينيت وسجل مجمل المعطيات، ومن المرتقب أن يبدأ في إنجاز الدراسة الطبوغرافية للمشروع في قادم الأيام.

وبخصوص إحداث مدرسة ابتدائية للتعليم، أبرز رئيس الجماعة، أن هذه الأخيرةقامت بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالإجراءات المعمول بها لتخصيص وعاء عقاري لتشييد مدرسة ابتدائية بالدوار، مؤكدا أنه في شهر مارس القادم سيتم الإعلان عن صفقة المشروع الذي وصفه بالمهم بالنسبة لكافة المتمدرسين بالمنطقة، مشددا على الدور الهام للسلطات الإقليمية في النهوض بالتعليم الأولي.

وفي شأن المطرح العشوائي، أبرز الرئيس أنه اجتمع مع رئيس جماعة تنانت للتداول في كل الحلول المتاحة لتغيير موقع المطرح المذكور، بما في ذلك إمكانية اقتناء وعاء عقاري مشترك بين الجماعتين.

 

كمال عسو