شهر التراث الذي أعلن عنه الوزير الوصي على القطاع السيد المهدي بن سعيد يكتسي أهمية بالغة للتّعريف أكثر بخبايا تاريخنا العريق. وكفاعلين جمعويين بمنطقة جماعة دار سي عيسى بإقليم آسفي نطرح التساؤل التالي: هل تم إدراج قصبة دار سي عيسى بن عمر ضمن المعالم التاريخية التي ستهتم بها وزارة الثقافة؟ الجواب هو ما ستكشفه الايام المقبلة…
تكتسي قصبه دار سي عيسى بن عمر أهمية بالغه عند المهتمين بالتاريخ الحديث للمملكة. وكذلك عند الساكنة المحلية باعتبارها موروثا ثقافيا تراثيا عرفت فيه المنطقة ازدهار منقطع النظير. ما بين البارحة و اليوم حدثث عدة وقائع جعلت القصبة عرضة الاهمال وتمت سرقة أبوابها وزليجها المزركش بفسيفساء غاية في الروعة. الان استوطنها نبات الصبار الشوكي و أضحت وجهة للباحثين عن الكنوز الى أن تهاوت يوما بعد يوم . حتى صارت أطلالا لبناية بلا أسقف.
على المستوى الجمعوي قمنا بعدة مبادرات بمعية غيورين بالمنطقة . أولها تنظيم أيام ثقافية للتعريف بالقصبة وصاحبها ومآلها. و خرجنا بتوصيات عديدة أهمها رد الاعتبار القصبة بإعادة ترميمها.
كما تعاقب على المديرية الإقليمية للثقافة بإقليم آسفي العديد من المندوبين . و كلّهم عبّروا عن حسرتهم لما آلت اليه أوضاع القصبة بعد القيام بزياره استطلاعيه ميدانية لها. وكانت تحدوهم رغبة واحدة ألا وهي الترميم.
وفي هذا الصدد كنت قد التقيت شخصيا بالسيد وزير الثقافة و الاتصال الأسبق محمد الاعرج. و تطرقت معه لموضوع القصبة. بحيث وعدني بزياره لها لكن عند زيارته لآسفي لم يعرّج عليها و بقيت آمالنا معلقه ليومنا هذا.
وكما تعلمون ، فإن تاريخ القائد عيسى بن عمر شابه الكثير من المغالطات و البهتان والتحامل على شخصه وعلى وطنيته. فالشواهد كلّها تأكّد بأنّه كان وطنيا حتى النخاع ومخلصا لوطنه وملكه وساهم في القضاء على ثورات كثيره نذكر منها ثوره الشهير الروكي بوحماره . كما عارض معاهدة الحماية الفرنسية و هو الشيء الذي جعله يناور مع الالمان لطردهم .ما جعل فرنسا تتآمر عليه وتضعه تحت الاقامه الجبريه بمدينة سلا.
وبالرغم من التحامل الذي تعرضت له سيرته، عبر ربط شخصيته ب “خربوشة” و القصّة المشهورة بين قبيلتيهما، إلاّ أنّ إعادة الاعتبار لهذه القصبة سيساهم في تحرير سيرة هذا الرجل من الصورة النمطية التي حشرته عيطة “خربوشة” فيها. كما من شأن ترميم القصبة باعتبارها تراثا ماديا المساهمة في إنصاف الشخصيتين تاريخيا . كما سيساهم لا محالة في تنمية المنطقة سياحيا و النهوض بأوضاع ساكنتها.
ولا بد هنا ان ننوه بماقامت به الجماعة. حيث في دورة فبراير المنصرم ، أدرجت نقطة ترميم القصبه دار السي عيسى بن عمر في الدوره العاديه. وذلك بتقديم ملتمس للوزارة الوصية. و هنا نعقد نحن كساكنة المنطقة آمالا كبيرة على هذا الوزير الشاب لإنقاذ القصبة من الإندثار. و في هذا الإطار، عزمنا بمعيّة عدد من أبناء المنطقة الغيويرين على تكوين لجنة تتكلّف بإعداد عريضة لكي نقدمها للأمانة العامة للحكومة في أقرب الآجال .
فهل سيتم ترك القصبة تنهار يوما بعد يوم إلى أن تتلاشى وتنمحي وبها سيُسدل الستار على تاريخ شخصية مثيرة للجدل ؟
عمر راشد المسناوي
فاعل جمعوي وباحث هاو في التاريخ المحلي
وكيل لجنة تقديم عريضة ترميم قصبة دار سي عيسى بن عمر