من بين الوساطات التي قد توضع على الطاولة والقابلة للتفعيل خلال الايام القادمة ، وساطة تركيا بسبب قربها من الجزائر وعلاقتها الجيدة مع المغرب. مادعا مجلة “جون أفريك” الفرنسية إلى طرح التساؤل التالي: “هل يمكن لأردوغان أن يخفف التوتر بين البلدين الشقيقين؟”.

وعادت “جون أفريك” في تحليلها لإمكانية تدخل تركيا كوسيط بين المغرب و الجزائر، إلى تصريحات سابقة لسفير تركيا بالرباط. عندما أكد استعداد بلاده للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين الجزائر و المغرب. و حديثه بشكل خاص عن ملف الصحراء كونه نزاع مصطنع بحث، وأن تركيا تؤيد حل المشكل في أسرع وقت ممكن.

المجلة قالت إن تركيا تكثف من تحركاتها الاسثمارية والاقتصادية في المغرب. إذ كشف تقرير نشرته وكالة الاستثمار عن الافتتاح المرتقب لمكتب تجاري تركي في الصحراء المغربية. وذلك بقرار من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه.  بهدف جعله قاعدة للصادرات التركية إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء.

تحركات ممكن أن تثير استياء الجزائريين الذين لديهم سبب وجيه لاعتبار أنفسهم “أفضل حليف” لتركيا في المنطقة المغاربية. لكن يبدو أن الجزائر وأنقرة تتعاونان في جو من الثقة. كما يتضح من الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام في ماي الماضي من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تركيا.

إشارات مهمة..

وبين عامي 2006 و2013، قام أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، بما لا يقل عن أربع رحلات رسمية إلى الجزائر. ومنذ انتخابه رئيساً، زار الجزائر في 2014، ثم في 2020. كانت زيارة تبون الأخيرة فرصة للبلدين المرتبطين بقرون من التاريخ لتعزيز تعاونهما الثنائي من خلال توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم. في مجالات مثل الصناعة العسكرية والطاقة أو المناجم.

وعكس العلاقات الجزائرية التركية، فإن نظيرتها بين اسنطبول والرباط، تقول “جون أفريك”  أقل وضوحا، على الرغم من أنها طويلة الأمد، إذ تعود زيارة أردوغان الرسمية الوحيدة إلى المغرب إلى عام 2013، حين كان رئيسيا للوزراء. وكان اللقاء الأول بين رئيس الدولة التركية والملك محمد السادس في عام 2014، خلال زيارة خاصة للملك وعائلته.

منذ ذلك الوقت، كانت هناك فقط زيارات ثنائية قليلة لوفود من الوزراء ورجال الأعمال من البلدين. وفي يوم 11 أكتوبر الماضي أفادت وكالة الأناضول التركية بأن الرئيس أردوغان دعا الملك محمد السادس لزيارة تركيا قريبا. دعوة وجهها نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، خلال مقابلته رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش. فهل هي علامة على دفء العلاقات الدبلوماسية؟، تتساءل “جون أفريك”.