كريمة بن علي

وضعت حسناء أبو زيد صبيحة اليوم أرضية و برنامج ترشحها لقيادة الكتابة الاولى لحزب الاتحاد الاشتراكي، قبيل انعقاد المؤتمر العادي، و اختارت لهذه الارضية شعار: “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: الوفاء للهوية والانطلاق نحو المستقبل”، مؤكدة أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليس فقط حزباً وفق التعريف النظري للحزب في علم السياسة، بل هو حالة فكرية سياسية وأخلاقية تستوطن الوعي الجمعي الوطني، تستحث عبره الضمير والالتزام والبذل،

و اعتبرت أبو زيد، أن “الكبوات المتتالية والتراجعات المتسلسلة التي مست ذات الحزب وصورته وخطابه وامتداده، وقدرته على مواكبة التحولات التي عرفها المجتمع والدولة والذات الحزبية، قد أصبحت واقعا ضاغطاً وتفاعليا يخنق بشكل جلي وعميق، ليس فقط موقع الحزب وأدائه، بل موقع المجتمع السياسي برمته وأدائه”.

وأضافت القيادية الاتحادية، “قناعتي خالصة بأن الترشح لمسؤولية الكتابة الأولى في الظرف الصعب الذي يعيشه حزبنا، هو واجب وتكليف ومسؤولية اتجاه تاريخ الحزب وإرث زعمائه وأرواح شهدائه، ووعي بضرورة الحفاظ على وحدته وتماسكه”

قبل ان تضيف “إنني أشعر بذات الوجع الذي سكن أرواح الصادقات والصادقين وهم يتابعون مسلسل التمثيل بالحزب الكبير، وكسر رمزيته التي كسرت ذات زمن شوكة الاستبداد والسلطوية، ونخر إباء صولاته وأمجاده التي طالما ألهمت الجماهير والقادة”.

المتحدثة ذاتها أكدت على أنها بلورت أرضيتها، على “منهجية المكاشفة والبحث عن الوضوح والتحليل العقلاني لوضعية الحزب، كذات أولا وآثارها على العلاقة بالمجتمع والقدرة على بلورة تصورات الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والمجتمعية والثقافية، كما لا يمكن أن نغض الطرف على ثقافة الانتهازية التي تحولت من سلوك معزول ومرفوض داخل الحزب، إلى أنموذج متكامل يهدم بمرور الزمن كل الحواجز القيمية والضوابط الأخلاقية، وصار يتمدد ويتغول بعد أن احتل السلطة الحزبية مقصياً أنموذج المناضل الوطني الملتزم والنزيه”.

و حسب أبو زيد، فإن “التطبيع مع ثقافة الانتهازية داخل الحزب، أخطر من الانتهازية نفسها، لأنه يقصم ظهر المشروع الفكري والسياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يستند على يقظة الضمير الجمعي المؤسس على الجامع القيمي لتمنيع الذات الحزبية…”.