فجر الباحث والحقوقي أحمد عصيد ظاهرة أصبحت مستفحلة في صفوف الباحثين والدكاترة. الذين يقضون سنوات طويلة في التعليم والتحصيل الدراسي ولا يعكس مستوى التفكير الذي يوازي شواهدهم. دون أن يكون لتلك المعارف أثر على بناء شخصياتهم وطرق تفكيرهم. ما ينعكس سلبا على المجتمع ويعيق مسار التطور. خاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت المجال لكل مستخدم لها. بأن يدلو بدلوه ويقول أي شيء في أي شيء. دون أدنى اعتبار لمسارهم التكويني والمعرفي. ويقدم بذلك صورة سلبية على قيمة العلم والمعرفة في تكون الأفراد والمجتمعات.

كما انتقد الدكتور حسن احجيج الباحث في علم الاجتماع والمتخصص في الترجمة. تردي مستوى الباحثين و الدكاترة في العلوم الاجتماعية والانسانية، وفقدانهم لأدنى ملكات التفكير النقدي الذي ينأى بنفسه عن تكرار أفكار الحس المشترك. ويبتعد عن التهريج والابتذال ..

عصيد: إفلاس الجامعة والمعاهد العليا

وفي هذا السياق، قال عصيد في مقطع فيديو بثه عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي.”أصبحت لدينا ظاهرة سلبية جدا. ويجب ان نبحث ونفكر من أتت. وهو أننا أصبحا نجد شخصا حاصلا على شهادة دكتوراه او حتى شهادتين. ويطلق على نفسه لقب الدكتور. وعندما يتكلم تتساءل هل هذا الشخص مر يوما بفصول المدرسة أولا؟.  وهو يتكلم مثل شخص لم يمر بتاتا بالمدرسة. وهذا معناه ان تكوينه التعليمي لم يكن له اي اثر على العقل وعلى اسلوبه في التفكير.

وشدد الباحث في مجال الفلسفة والتربية. أن هذا المشكل يدل على إفلاس الجامعة والمعاهد العليا. ويدل كذلك على إفلاس التعليم. لأن التعليم لا يقوم على التلقين أو على عدد المعارف والمعلومات التي تتراكم لنيل الدكتوراه فقط. مؤكدا أن التعليم يُكون الشخصية ويغير بنية التفكير والعقل. لأنه لا يمكن لتلك المعارف التي تتراكم ان لا يكون لها اثر نوعي على العقل.

وزاد عصيد من شدة انتقاده للمستوى المتدني لعدد من الحاصلين على شواهد عليا. مشيرا إلى أنه يمكن أن تجد شخصا حاصلا على شهادة الدكتوراه. جالسا على ركبتيه أمام شيخ في زاوية ما. أو أمام شخص لم يحصل على تلك الشواهد. ويأخذ منه اشياء لا علاقة لها بالعلم او المعرفة المنهجية ولا علاقة لها ببحث او اي شيء من هذا القبيل.

وشدد على أنه يجب ان نفكر في هذا المشكل.  إذ كيف لمؤسساتنا التعليمية في بلادنا من الابتدائي إلى التعليم العالي لا تُكون الشخصية ولا تغير الانسان؟ مؤكدا أن العلم الذي لا يغير الانسان ليس بعلم، فهو مجرد معارف تقنية. ولهذا نجد وضع التعليم في بلادنا متردي. لان عددا من رجال ونساء التعليم تخرجو من الجامعات والمعاهد، لكنهم يفكرون وكأنهم لم يدرسو ولم تطأ أقدامهم كليات وجامعات, واثرهم يكون على الاجيال الصاعدة اثرا فادح اجدا.
وختم عصيد مقطع الفيديو بالقول: لهذ يجب تجويد التعليم لكي لا يصبح تعليما لتلقين المعارف فقط. ولكن لبناء شخصية المواطن ويؤثر في بنية عقل وأسلوب تفكير المتمدرسين لينتجو افكارا مطابقة للتكوين الذي أخدوه.

احجيج: بعض الدكاترة صفحاتهم الفيسبوكية تشبه صفحات خريجي معاهد التكوين المهني

وفي سياق متصل، انتقد الباحث في علم الاجتماع والمتخصص في الترجمة حسن احجيج، تدني المستوى المعرفي والنقدي لدى عدد من الطلبة والباحثين في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، المنبنية أساسا على إعمال العقل والتفكير والنقد
وكتب احجيج قائلا :”ما يؤلم حقا هو أن كثيرا ممن يعدون أصحاب فكر نقدي لأنهم طلبة علوم إنسانية واجتماعية أبانوا عن مستوى عال من التخلف الفكري بمناسبة تنمرهم على اللاعبة بنزينة”.
وأشار الباحث في علم الاجتماع إلى ما قاله الفيلسوف الإيطالي، والروائي إمبيرتو إيكو قائلا “صحيح ما قاله إمبيرتو أيكو يوما عن وسائل التواصل الاجتماعي التي منحت لعدد كبير من الحمقى والمعتوهين فرصة إبداء رأيهم في كل شيء بعدوانية لا توصف”.
وأضاف احجيج إن بعض الدكاترة صفحاتهم الفيسبوكية تشبه صفحات خريجي معاهد التكوين المهني” لا تعكس أفكارهم وما ينشرونهم مستوى الشواهد التي حصلوا عليها والتخصصات التي درسوها لسنوات طويلة.