تطرقت المجلة المختصة في الشؤون المغاربية Atalayar، في مقال من توقيع نيريا بيلمونتي، إلى الاستقرار السياسي والزخم الاقتصادي والدبلوماسي الذي يعيشه المغرب في العشر سنوات الأخيرة، والذي جعل منه إحدى القوى الرئيسية في منطقة المغرب العربي.

فمنذ حوالي عقد من الزمان، بدأ اقتصاد المملكة المغربية يعزز نفسه كواحد من أكثر الاقتصادات الواعدة في القارة الأفريقية. لقد سمحت الديناميكية الهائلة في الشؤون المالية والدبلوماسية بوضع المغرب كالقوة الاقتصادية الخامسة في إفريقيا والثالثة في المنطقة الشمالية من القارة، تضيف كاتبة المقال.

ويعدد المقال بعض العوامل المحددة لهذا التطور، كالموقع الجغرافي و الإستراتيجي للغاية فيما يتعلق بالتجارة الدولية، أو النظام السياسي منذ وصول الملك محمد السادس إلى العرش في عام 1999.

وتستشهد كاتبة المقال في هذا الصدد بمجموعة من المحللين الاقتصاديين كلوسيا بونيت، خلال مداخلة لها أثناء أشغال مؤتمر دولي حول تأمين الصادرات، حيث ذكرت أن المغرب شهد “تحولًا عميقًا” منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، وهو الآن أحد البلدان الإسلامية “ذات الحريات المدنية الأكبر في المنطقة”.

وبالتالي، فإن هذا “الاستقرار السياسي والاجتماعي النسبي الذي تتمتع به البلاد”، وهو ما تعتبره المجلة “استقرار فريد في المنطقة”، أدى إلى وصول الاستثمارات الأجنبية إلى المغرب، بكونه اليوم “المستفيد الأول من الاستثمار الأجنبي المباشر من المنطقة المغاربية”.

و قال ريكاردو سانتاماريا، مدير إدارة المخاطر والديون في شركة تأمين إسبانية: “لقد شهد الاقتصاد المغربي تحديثا ملحوظا في العقود الأخيرة بفضل التزام السلطات بتحسين بيئة الاستثمار التي أوجدت العديد من الفرص”. والدليل على ذلك هو الصعود إلى المركز 53 في التصنيف السنوي لممارسة أنشطة الأعمال، بحيث تسلق المغرب أكثر من 60 مركز خلال عقد من الزمن.

وأضاف المتحدث ذاته: “إن الدولة العلوية تراهن بشدة على تطوير قطاعات معينة مثل الطيران أو الزراعة أو السيارات”، حيث وضع المغرب نفسه بالفعل “المصدر الرئيسي للسيارات في القارة الأفريقية، متقدمًا على جنوب إفريقيا”.

كما لم تفوت كاتبة المقال الفرصة لتسليط الضوء على عودة انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2017، مبرزة أن هذه الخطوة عززت الريادة الاقتصادية للبلاد. علاوة على ذلك، فإن توسع سياستها الاستثمارية نحو القارة الأفريقية، بدون نوايا “استعمارية” أتاحت للمملكة الحصول على نتائج ممتازة.