أعلنت نيجيريا، وبشكل رسمي انضمام 4 دول إفريقية إلى مشروع خط الغاز مع المغرب، ليرتفع إجمالي البلدان المنخرطة في المشروع إلى 10. وذلك وفق ما جاء ذلك وفق بيان لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، نشرته على موقعها الإلكتروني.

وقالت المؤسسة: “تم الجمعة بمقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بمدينة لاغوس النيجيرية، توقيع اتفاقية انضمام الدول الأربع. بحضور أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكاربونات والمعادن”.

وتحدثت عن “مذكرات تفاهم مع المغرب ونيجيريا، وقعتها كوت ديفوار وليبيريا وغينيا وبِنين. بعد توقيع مذكرات مماثلة العام الماضي مع موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وسيراليون وغانا”.

وتابعت الشركة في بيانها: “جددنا الالتزام بهذا المشروع الاستراتيجي الذي سيعزز تسييل موارد الغاز الطبيعي للبلدان الإفريقية. وسيوفر طريق تصدير بديلا جديدا إلى أوروبا”.

قال رئيس مؤسسة النفط النيجيرية ميلي كياري، ووفق المصدر ذاته، قال إن “المشروع يمثل فرصة لاستغلال الموارد البترولية في نيجيريا. بهدف دعم الوصول إلى الطاقة، وزيادة النمو الاقتصادي”.

بدورها، قالت المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكاربونات والمعادن، أمينة بنخضرة، إن “التجمع يمثل خطوة تقدمية لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية. من خلال ضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية الكاملة لإفريقيا من طرف الأفارقة”، وفق البيان نفسه.

أحد المشاريع الأكثر طموحا..

وأواخر ماي الفارط، كشف الرئيس المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية، مالام ميلي كياري، أن عدد من الدول، أبدت استعدادها لتمويل مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب. معتبرا إياه “أحد المشاريع الأكثر طموحا”.

وقال المسؤول النيجيري إن الشركة المكلفة بتنفيذ المشروع “لديها مؤشرات قوية حول توفر التمويل. فالعديد من المؤسسات المالية تتفاوض بشأن ذلك، والعالم بحاجة للغاز وسيموله”.

وقال ميلي كياري في حديث لصحيفة “دايلي تروست ” النيجيرية، إن ” أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب يعد أحد المشاريع الأكثر طموحا بالنسبة لبلاده. والذي سيكلف أزيد من 25 مليار دولار. ولكن الأهم من ذلك أنه سيربط 11 بلدا في غرب إفريقيا بمصادرنا من الغاز “.

وبعد أن أبرز أهمية هذا المشروع الضخم، أكد الرئيس المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية أن من شأن هذا المشروع ” تحقيق الازدهار حول نيجيريا “.

وأضاف “سنحقق علاوة على الازدهار حول نيجيريا، الأمن حولنا ونضمن سوقا لكمية هائلة من الغاز نتوفر عليها “. مشيرا إلى أن ” هذا الغاز سيجد طريقه إلى أوروبا “.

وبداية أبريل الفارط، أعلنت شركة النفط الوطنية النيجيرية (NNPCL)، والتي يرأسها كياري، استثمار 12,5 مليار دولار لتأمين حصة 50 في المائة من القيمة الإجمالية لميزانية المشروع الإفريقي.

وأعلن وقتها أن المشروع وصل بالفعل للمرحلة الثانية من الدراسات التفصيلية قبل الإنجاز. ويخضع لتقييم الأثر البيئي، والاستطلاعات بشأن حقوق العبور.

ووفق ما أعلنته الحكومتان المغربية والنيجرية، من المتوقع أن يسجل هذا المشروع التاريخي رقما قياسياً كأطول خط أنابيب غاز بحري في العالم. وسيتولى تمويله من طرف شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم بتمويل المشروع بشكل مشترك وبحصص متساوية.

وتستغل شركة النفط الوطنية النيجيرية احتياطيات غاز طبيعي تبلغ أكثر من 200 مليار قدم مكعب ويمكن أن تصل إلى 600 مليار قدم مكعب. كما أن شبكة البنية التحتية لديها القدرة على نقل حوالي 6.9 مليار قدم مكعب قياسي من الغاز لدعم توليد الطاقة.

تفاصيل مهمة..

ويعد خط أنابيب الغاز النيجيري-المغربي أحد المشاريع الرئيسية التي تربط البلدين عبر عدة دول في غرب إفريقيا.

ووصلت الدراسات المتعلقة بهذا المشروع الضخم لمرحلة متقدمة وتم التوقيع على مذكرات تفاهم في الأشهر الأخيرة. تتعلق الأولى بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) وجمهورية نيجيريا الاتحادية والمملكة المغربية.

ووُقّعت في الرباط في منتصف شتنبر مذكرة تفاهم حول مشروع أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وتشارك موريتانيا والسنغال أيضا في هذا المشروع.

وقال الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، “إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الإفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال القادمة”. وأضاف “نريده مشروعا استراتيجيا لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة”.

وتابع “بالنظر إلى البُعد القارّي لأنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، فإنّنا نعتبره أيضًا مشروعًا مهيكلًا يربط بين إفريقيا وأوروبا”.

والمشروع المغربي النيجيري يندرج في سياق جيوسياسي يطغى عليه طلب دولي قوي على الغاز والنفط وارتفاع في الأسعار على أثر الغزو الروسي لأوكرانيا. وتسعى دول عدة، خصوصا في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على روسيا.

ويبلغ طول مشروع أنبوب غاز نيجيريا – المغرب 6000 كيلومتر، ويمر عبر 13 دولة إفريقية على طول ساحل المحيط الأطلسي ويفترض أن يمدّ دولا غير ساحلية هي النيجر وبوركينا فاسو ومالي.

وينبغي أن يتيح المشروع نقل أكثر من 5000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب. وبالتالي سيتم ربطه مباشرة بخط أنابيب المغرب-أوروبا (GME) وشبكة الغاز الأوروبية.

 

عن مدار 21