مثلما كانت أوّل بلد في أوروبا يعتمد الأوراق النقدية سنة 1661. تعتزم مملكة السويد للانتقال إلى أول اقتصاد يستغني عن نظام الدفع نقدا في العالم سنة 2023.

وقد حرصت السويد، من خلال ثقافة الابتكار لديها وجودة الحياة العالية. وبالنظر إلى كونها من بين رواد التكنولوجيا. على تسهيل الانتقال نحو نظام غير نقدي أو “سياسة الدفع غير النقدي” كما يحب السويديون تسميتها .

وبمجرد اعتماد هذه السياسة بنسبة 100 بالمائة في مارس 2023. لن تختفي العملات المعدنية والأوراق النقدية تماما في البداية. ولكن لا يمكن استخدامها عمليا لتتحول إلى مجرد مقتنيات.

علاوة على ذلك، يواجه العديد من السويديين صعوبات في تذكر تاريخ آخر دفع نقدي. في الواقع، في ستوكهولم أو في أي مكان آخر في البلاد، يجيبونك إن ذلك يعود إلى 3 أو 6 أشهر أو أكثر. خاصة بالنسبة للتقنيين بينهم. وقد أصبح الأداء عبر بطاقات الائتمان وتطبيقات الهاتف المحمول مقبولة على نطاق واسع. لدرجة أن العديد من السويديين لم يعودوا يحملون النقود.

بل إنه يمكن القول إن مستوى الثقة في نظام المعاملات الرقمية بات مرتفعا للغاية. لدرجة أنه حتى الأطفال يدفعون في كثير من الأحيان عن طرق بطاقة الائتمان الخاصة بهم. كما تظهر لوحات ” الدفع نقدا غير مقبول” أو ” الدفع بالبطاقة فقط” في كل مكان تقريبا. حتى الأشخاص المشردون الذين يبيعون المجلات في الشوارع الخلفية لستوكهولم يقبلون الآن الدفع بالبطاقة أو عبر تطبيق الهاتف المحمول.

ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي السويدي، انتقلت نسبة السويديين الذين يستخدمون النقد. ما بين سنتي 2010 و2021 من 39 إلى 4 بالمائة. مع اقتصار الاستخدام بشكل أساسي على الأداء الصغير وكبار السن و 87 بالمائة من الساكنة قاموا عمليات شراء عبر الإنترنت سنة 2021، ما يجعل البلاد من بين المتصدرين في أوروبا.