بقلم الاتحادي فجري الهاشمي..السياسة رموز
هي عبارة قالها المرحوم الفقيه البصري رجل المقاومة المعروف والذي عاش في صراع مع المرحوم الحسن الثاني
وردت تلك العبارة في مذكرته التي أرسلها إلى المؤثمر الاسثتنائي سنة 1975 وكان المرحوم أخي مصطفى فجري هو من كلفه الفقيه البصري بتسليمها لقيادة الحزب.
في الستينات والسبعينات كان لهذه القولة معنى وتفسير ذلك فيما يلي.
سنة 1965 بعد اختطاف الشهيد المهدي بن بركة انقطت الجسور بين قيادة الاتحاد والقصر وبدأت لغة التواصل تتم إما عبر وسيط وكان السلاوي يقوم بهذه المهمة بين الملك وعبدالرحيم بوعبيد، وحتى لا يخطيء البعض فان السلاوي كانت له علاقة بالزعيم الاتحادي، كما كان مستشارا للملك الراحل والأمر ببساطة عبارة عن اختبار للنوايا. فالاتحاد كان متشددا في مواقفه في تلك المرحلة الموسومة بالقمع والتسلط ولذلك كانت السياسة تعتمد الرموز وكان كل طرف يقوم بتفكيكها.
فيما بعد وبعد دخول المغرب مرحلة جديدة قبلت فيها المعارضة بما سماه عبدالرحيم بوعبيد باللعبة الديمقراطية تطورت لغة سياسية جديدة سميت بلغة الاشارات، وهي لغة جعلت المعارضة لا تقدم على بعض المبادرات السياسية الكبرى، الا حين تلتقط بعض الاشارات من القصر وهو أمر انتقده المناضلون وآخذوا القيادة عليه، لانها كانت في نظرهم تجعل المبادرة السياسية سجينة لإشارات الملك.
لن أطيل، مازالت لغة الإشارات سارية المفعول واصبحت جزءا من ثقافة النخبة، ولذلك لاحظنا هذه الأيام ان من يعارضون الكاتب الاول للاتحاد بمناسبة ملاحظات المجلس الاعلى للحسابات بخصوص الدعم الذي استفاذ منه الحزب لإنجاز دراسات وما ترتب عن ذلك من زوبعة انشغل بها جميع الاتحاديين والتي جعلتهم ينتظرون الاشارات التي يمكن أن تصدر عن الدولة في الموضوع.
هكذا تم تاويل الحوار الذي برمجته اداعة fmمع القيادي الاتحادي بن عتيق (الوزير السابق مرتين وزعيم الحزب العمالي الذي اندمج في الاتحاد) على انه اشارة الى ان هناك من يعمل على ايجاد البديل بعدرحيل السيد ادريس لشكر.
وآخرون ذهبوا في نفس التأويل بعد اعتقال الرئيس السابق للتعاضدية العامة للموظفين عبدالمومني عضو المجلس الوطني والمقرب من الكاتب الاول وسوف يستمر الانتباه الى الاشارات .
لكن الملاحظ أن اغلب أعضاء المكتب السياسي مازالوا يلتزمون الصمت والبعض يرى انهم ماداموا لم يعلنوا عن مساندتهم رسميا للكاتب الاول فذلك يعني انهم ينتظرون اشارات قوية.
لنلخص : السياسية رموز تعبر عن مرحلة كان فيها الحزب مستقلا عن الدولة بل في صراع معها، أما حين اصبحت لغة السياسة هي الاشارات فذلك يعني تبعية الحزب، وان القرارات التي تهمه تطبخ في مكان آخر لذلك تسود الانتظارية.