أفادت مصادر مطلعة بأنه تم، أخيرا، إطلاق سلسلة من المؤسسات التربوية في جميع المستويات بجماعة تمروت التي تعتبر مسقط رأس الطفل ريان بإقليم شفشاون. وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لحادثة سقوطه في بئر.

وفي هذا الصدد، كشفت معطيات صادرة عن عمالة شفشاون، أنه، رغم صعوبتها، لم تقف التضاريس حاجزا أمام إطلاق مشاريع واعدة . من شأنها العناية بالطفولة المبكرة ودعم تمدرس الأطفال. سيما الفتيات ومواكبة عدد من شباب المنطقة من حاملي المشاريع قصد الاندماج في سوق الشغل أو إطلاق مشاريع خاصة.

ولعل حادثة الطفل ريان، التي مرت عليها سنة ونيف، سلطت الضوء على الجماعة الترابية تمروت الواقعة وسط جبال الريف الأوسط. والتي تتميز بقساوة المناخ شتاء وتقلص مساحة الأراضي الفلاحية المنبسطة. ما استدعى تكثيف جهود مختلف المصالح والمؤسسات العمومية لتمكين المنطقة من حظها من المشاريع التنموية.

وأوردت المعطيات نفسها أنه، خلال المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. تم إيلاء اهتمام خاص لتربية النشء منذ سنوات الطفولة الأولى، فالتعليم الأولي المبكر ضمانة للحد من الهدر المدرسي.  وعامل مساعد على تجاوز صعوبات الاندماج في التعليم الابتدائي الأساسي.

واستنادا للمعطيات نفسها، فإنه، في إطار تنزيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. استفادت جماعة تمروت من عدة مشاريع اجتماعية وتنموية، من ضمنها بناء 22 وحدة للتعليم الأولي، بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 8.6 ملايين درهم.

مبادرة سيستفيد منها أطفال المنطقة

وفي هذا الصدد، فإن جهود المبادرة، وفقا للمعطيات المتوفرة، لا تتوقف فقط عند البناء، بل تمتد إلى التجهيز والتسيير من خلال تقديم دعم، بمعية كافة الشركاء، يضمن توفير التجهيزات التربوية العصرية وتكوين المربيات وتحمل تكاليف التسيير على مدى سنتين من أجل ضمان استدامة المشروع. والنموذج من قرية الطفل ريان، دوار إغران. و الذي افتتحت به وحدة للتعليم الأولي تستقبل تلاميذ القرية بين أربع وست سنوات لتلقي المبادئ الأولى للتعليم وفق البيداغوجيات المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي.

وبهذه الوحدة تعمل المربية على إيقاظ مهارات الأطفال من خلال سلسلة من الألعاب التربوية. التي تساعدهم على تعلم الحروف والأرقام وأيام الأسبوع وغيرها من المعارف الأولية، وهي ألعاب تحفز ملكة التفكير المنطقي. ومكنت هذه الجهود من بلوغ تغطية كافة تراب الجماعة بنسبة تصل إلى 80 في المائة بخدمة التعليم الأولي، ما يعتبر مكسبا بالنسبة لأطفال تمروت.