رغم المؤشرات التي تدل على أن الرباط تواصل نهج سياسة اليد الممدودة نحو جارتها الجزائر.  وأنها لن تمانع أبدا أي وساطة معروضة لتحقيق الصلح المنشود. كشفت “مغرب أنتلجنس”، المعروفة بقربها من دوائر القرار بشمال إفريقيا، أن الإمارات العربية المتحدة تعمل جاهدة على إحداث اختراق في الأزمة المستعصية الدائرة بين المغرب و الجزائر.

و وفقا لذات المصدر، فإن مسؤولين إماراتيين كبار كلفوا الوزير الجزائري السابق، ووالي الجزائر العاصمة خلال حقبة التسعينات، شريف رحماني، بالتواصل مع حكام قصر المرادية. بغية الاستماع إلى وجهة نظرهم، وإقناعهم بقبول الوساطة المعروضة.

ويضيف الموقع أن رحماني قد تواصل بالفعل مع “عبد المجيد تبون” وعدد من كبار جنرالات الجيش. وأبلغ حكام الإمارات بنتائج المحادثات التي أجراها معهم.

و كانت تقارير صحفية فرنسية قد زكّت ما دأب محللون سياسيون يؤكدونه بخصوص وقوف الجينرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، حجر عثرة أمام طي صفحة الخلاف وإعادة الدفء للعلاقات المغربية الجزائرية.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “مغرب أنتلجنس” الفرنسية، أن شنقريحة، المسؤول الأول عن المؤسسة العسكرية الجزائرية. أجهض ثلاث وساطات عربية لتطبيع العلاقات وتحقيق المصالحة بين المغرب والجزائر.

قطر ، السعودية و الجامعة العربية..

وأوردت ذات الصحيفة، أن شنقريحة عمل في كل مرة على عرقلة الوساطات الثلاث . التي كان من الممكن أن تعيد الهدوء للمنطقة المغاربية وتمهيدا لطي الخلاف بين البلدين الجارين.

وبخصوص الوساطات الثلاث التي وأدها شنقريحة في مهدها. ذكرت الصحيفة نفسها، أن الأولى كانت سنة 2021 وقادتها المملكة العربية السعودية من خلال تكثيف الاتصالات والمقابلات الرسمية وغير الرسمية مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، إلى جانب قادة عسكريين وسياسيين، لكن باءت بالفشل.

وبحسب المصدر ذاته، فقد قادت جامعة الدول العربية الوساطة الثانية منذ بداية سنة 2022، للتدخل بين الرباط والجزائر بهدف تجاوز الخلافات، غير أنها فشلت بدورها.

ووفق المصدر نفسه، فقد قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعدة تحركات في الوساطة الثالثة من خلال اللقاء بالرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون في عدة مناسبات. من أجل إقناعه بقبول الوساطة القطرية بين المغرب والجزائر.

وكثف أمير قطر من مجهوداته، حيث كان يتجه لعقد قمة مصغرة في الدوحة. تجمع دبلوماسيين جزائريين ومغاربة في شهر غشت من العام 2021. غير أن وساطته عرفت نفس مصير الوساطتين السابقتين والقاسم المشترك بينها هو تصلب الموقف العسكري الجزائري بقيادة “الكابران” شنقريحة.

وأشار المصدر إلى أن شنقريحة كان دائما يتذرع بكون المغرب خصم استراتيجي يمكنه مهاجمة أمن الجزائر. وكذا تحالف المغرب مع إسرائيل الذي من شأنه أن يهدد توازن القوى في المنطقة المغاربية بشكل مباشر