إن الوضعية المتأزمة التي تمر منها تونس الشقيقة منذ أكثر من عام لها اثار وخيمة على هذا البلد العريق من مختلف النواحي وأيضا على المنطقة ككل. فطبعا اذا كانت تونس في وضعية جيدة، فذلك سينعكس ايجابيا على المنطقة المغاربية خصوصا والفضاء المتوسطي والقارة السمراء عموما.

كما أن الموقع الاستراتيجي له دور مؤثر لهذه الدولة قاريا ودوليا. وكان غريبا القيام بحل البرلمان وكذا السلطة القضائية، والذي انعدم معه التوازن وأصبح التوجه الغير الديمقراطي واضحا، وأيضا وضع البلد في أزمة مركبة. ويجب على الأحزاب السياسية القيام بأدوارها من خلال الالتفاف على المصلحة العامة للوطن . ونبذ الحسابات السياسوية الضيقة، فليس هناك أي مجال لل”تفرقة الايديولوجية وما يرتبط بها. وأيضا على المجتمع المدني بمختلف أطيافه لعب أدواره وعدم الاكتفاء بالأدوار التقليدية النمطية.

إن الوضعية تتطلب تقريب أوجه النظر ونسيان الخلافات خدمة للمصلحة العامة للبلد. كما أن الشباب مطالب بالمساهمة الواجبة في انقاذ وطنه. وأحذر كل التحذير من استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة فالوضعية حينها سوف تتعقد أكثر فأكثر مما سيصعب من ايجاد انفراج.

كما أن بعض الجهات المعروفة للقاصي والداني والتي تتغذى من مثل هذه الأزمات سوف تجد الفرصة سانحة لاستغلال الوضع خدمة لمصالحها وأجنداتها.

إن أي وقت سيتم إضاعته، سيدفع الشعب التونسي ثمنه للاسف الشديد وهذا ما لا نتمناه أبدا. ولا يجب أن ننسى أبدا أن هذا البلد الأصيل العريق العتيد كان ملتقى للحضارات ويعتبر منارا للإنسانية.

وكما يقول المثل الخالد الذكر “الدول الكبرى تمرض ولا تموت”. ويكفي تونس الخضراء فخرا واعتزازا أنها أنجبت أبا القاسم الشابي. والذي أتشرف أن أختم هذه المقالة بأبياته المعبرة، لما فيها من همة عالية وروح ايجابية فريدة و طموح فذ و إرادة ملتهبة.

اذا ما طمحت الى غاية    & ركبت المنى ونسيت الحذر

ولم أتجنب وعور الشعاب & ولا كبة اللهب المستعر

ومن يتهيب صعود الجبال & يعش أبد الدهر بين الحفر

 

منير دوناس

ممثل المغرب وشمال افريقيا في برلمان الشباب الافريقي