في ظل تأخر الأمطار وارتفاع أسعار الأعلاف، ناهيك عن قلة المراعي، تجد العديد من مربو الماشية بدوار أهل الواد بجماعة أرفالة التابعة لإقليم أزيلال تتعالى صيحاتهم، مطالبين بتدخل الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد فاجعة نفوق العشرات من رؤوس أغنامهم، وهو ما بات يهدد استقرار حياتهم بالمنطقة.

في نفس السياق، وبنبرة متذمرة أوضح حمو، وهو من مربي الماعز بالمنطقة، أن بعض المربين للماشية فقدوا خلال هذا العام ما يناهز 50 رأسا من الماعز، وهو نصف العدد تقريبا الذي كان يظفر به الكساب خلال السنة، مبرزا أنه من المحتمل أن يرتفع العدد جراء فقدان النعاج والماعز وبقاء الخرفان والجديان.

وعن سؤال ل”المغرب 35″، حول بداية كارثة نفوق المواشي بالمنطقة وأسباب ذلك، أكد حمو على أن نفوق المواشي بدأ في بداية شهر شتنبر من العام المنصرم، واستمر طيلة الفترة الماضية دون أن تتدخل المصالح المعنية، ما تسبب في نفوق هذا العدد الكبير في ظرف وجيز، مشيرا إلى أن المتضررين أنفسهم لم يسارعوا إلى إشعار السلطات، ما زاد من حجم الكارثة، وذلك راجع إلى المرض والجوع نظرا لغياب الأمطار التي توفر الكلأ للمواشي.

من جهته تطرق محماد وهو فاعل جمعوي مهتم بالشأن المحلي للمنطقة، إلى ظاهرة نفوق المواشي التي ضربت دوار أهل الواد بجماعة ارفالة، قائلا في هذا الصدد: “من بين الكسابة من يفقد يوميا ما بين 3 إلى 4 رؤوس من الخرفان البيضاء أو الجديان، ما يوحي بأن الإفلاس بات يطاردهم، إذا لم يجد المسؤولون حلا للأزمة عاجلا، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بالمرض، إنما بقلة الكلأ وانتفاء المراعي جراء موجة الجفاف التي تضرب الجبل والسهل على حد سواء”، مشيرا إلى أن العديد من مربي الماشية تكبدوا خسائر فادحة جراء فقدانهم للعشرات من رؤوس الماعز، خاصة في صفوف الجديان (صغار الماعز)، بعدما تكالب عليهم المرض والجوع خلال هذا الموسم الفلاحي الجاري كما سلف الذكر، بحيث أضحى الرعاة يضطرون إلى رعي قطعانهم على نبتة الزقوم في غياب مراع معشوشبة بديلة.

وأضاف المتحدث ذاته بالقول: “في السابق، كان مربو الماشية يبيعون من رؤوس أغنامهم لشراء الأعلاف، وتوفير كل ما يحتاجونه من مواد غذائية، أما اليوم وبالنظر لارتفاع أسعار مواد الكلأ وتأخر التساقطات، فإن القليل منهم من يستطيع الظفر ببيع البعض من مواشيه لتلبية حاجيات أسرته بالنظر إلى الكساد الذي تعرفه أسواق الأغنام”.

من جهة ثانية، ووفق مصادر مطلعة من الجماعة القروية لأرفالة التابعة لإقليم أزيلال، فالمصالح المختصة، انتقلت إلى عين المكان من أجل تلقيح قطعان الماشية المتضررة وتحسيس الكسابة بالإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان سلامة القطيع، مؤكدة على أن نفوق هذا العدد كان بسبب الجوع والمرض.