حتى الجبن الفرنسي التقليدي لم يسلم من موجة الجفاف القاسية التي ضربت أوروبا. فقد أوقفت باريس إنتاج جبن “الساليرز” التي يعود عمرها إلى ألفي سنة. في منطقة أوفيرني الوسطى بسبب نقص الأعشاب.

ودفعت موجة الحر التي تجتاح فرنسا منذ يونيو إلى تساقط أوراق الأشجار في وقت مبكر. ما خلق مشاهد تبدو خريفية.

وجبن “الساليرز” هو جبن بقري شبه صلب غير مبستر. يتم تصنيعه في فرنسا في منطقة تحمل نفس الاسم. وظل إنتاجه مستمراً منذ 2000 عام. وهو أيضاً يحمل ختم AOP الفرنسي والذي يعني أن المنتج فريد ويخضع للمنطقة الجغرافية التي تشتهر بصناعته.

وفي يوليوز، كان مستوى مياه الأمطار في فرنسا 9.7 ملم فقط.ما يجعله الشهر الأكثر جفافاً منذ مارس 1961، حسبما ذكرت خدمة الطقس الوطنية ميتيو-فرانس.

وحُظر الري في معظم أنحاء شمال غرب وجنوب شرق فرنسا للحفاظ على المياه.

ويضطر مربو الماشية في جبال الألب إلى النزول إلى الوديان بالشاحنات كل يوم لجمع المياه لحيواناتهم. ما يضيف عدة مئات من اليوروهات إلى فواتير الوقود الأسبوعية. حسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية.

كما من المتوقع أن ينخفض ​​محصول الذرة بنسبة 18.5% هذا العام. وقال المزارعون إن محاصيل الحبوب والفواكه والخضراوات الأخرى في خطر أيضاً.

ومن المتوقع أن تكون صادرات الذرة من فرنسا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا أقل هذا العام بسبب موجة الحر. وهذه الكميات المنخفضة ستدفع الأسعار إلى الارتفاع.

ويُعد توقف إنتاج جبن “الساليرز” الشهير ضحية من ضحايا الجفاف الصيفي في فرنسا. فإحدى أهم القواعد الصارمة لإنتاجه هو أن الأبقار يجب أن تتغذى على 75 بالمئة على الأقل من عشب المراعي الجبلية. لكن درجات الحرارة الحارقة تسببت في تيبس وجفاف العشب…

وهناك مخاوف من أن الجفاف، الذي يضرب كل البر الرئيسي لفرنسا تقريباً، سيقلل المحاصيل، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء الناجمة عن أزمة أوكرانيا.

ويعاني الأوروبيون بالفعل ارتفاعاً لأسعار المواد الغذائية، إذ إن صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا – وهما من بين أكبر المنتجين في العالم – أقل بكثير من المعتاد.