في الوقت تعيش فيه ساكنة المخيمات أوضاعا مزرية وتعاني من الفقر و المجاعة و ندرة المواد الغذائية و سوء الأوضاع الصحية المقرون بانعدام الأدوية. و غيرها الكثير من الاكراهات الصعبة تُفيد فورساتين. تحاول جبهة البوليساريو تجميل الواقع البئيس، بتنظيم مهرجان السينما الدولي ” في صحرا” (Fisahara )، بحضور وفود أجنبية. منهم ممثلون و فنانون تمت دعوتهم عبر شركات خاصة ووسطاء سهلوا جلبهم للمخيمات. عبر وساطات فنية وسياسية، كلفت أموالا طائلة. دون الحديث عن تعويضات الممثلين والطاقم المرافق لهم، وتكاليف إقامتهم، وكراء المعدات التقنية ومنصات العروض. والتجهيزات المصاحبة، وكل ذلك ليقال أن الفنانين يتضامنون مع جبهة البوليساريو. وبهدف التسويق الاعلامي ليس إلا، بينما الواقع غير ذلك.

أليس من الأولى أن توجه تلك الأموال للتخفيف من وطأة معاناة الصحراويين داخل المخيمات؟ وأن توفر لهم من الإمكانيات ما يحفظ جزء من كرامتهم؟ بدل تبذيرها على الكماليات، وجلب شخصيات لا تفيد الساكنة في شيء. ولا يعرفونها أصلا، ولا يريدون أن يعرفوها. لأن معاناتهم تحول دون التفكير في أي ترفيه من أي نوع. و قيادة البوليساريو تصر على صرف الأموال في السينما و البذخ وكأن لا وجود للمشاكل بالمخيمات.

الأموال التي تصرفها طبعا جبهة البوليساريو، ليست أموالها لأنها لا تملك شيئا، بل هي أموال الشعب الجزائري، التي تضيع في مثل هذه التظاهرات والمهرجانات وغيرها من الملتقيات الدولية، وتبذل وتصرف لتجميل صورة القيادة في الخارج، بينما الشعب الجزائري يعاني الأمرين.

الصحراء اليومية