“مرحلة حرجة” تلك التي يمر منها الجيش الإسباني الموجود على الحدود البحرية الشمالية للمملكة تحديدا بجزر “تشيفاريناس” المعروفة باسم “الجزر الجعفرية المحتلة”. بعد تدهور حالة خزانات المياه بها و التي تسد حاجيات غالبية أفراد الجيش من الماء.

و كشفت صحيفة “فوز بوبولي” الإسبانية أن “خزانات المياه الموجودة بالجزر المحتلة تسد غالبية حاجيات الجيش الإسباني. لكن مع تدهور حالتها أصبح أفراد الجيش هناك عرضة للعطش”.

وبيّن المنبر الإعلامي ذاته أن “استغلال الجيش الإسباني لهاته المياه يأتي وسط صراع مع المغرب حول السيادة على الجزر. والتي تعتبرها الرباط إلى جانب مناطق أخرى بحرية ومدينتي مليلية وسبتة مناطق مغربية خالصة”.

ويعمل الجيش الإسباني، حسب التقرير ذاته، على “تحديث منظومته العسكرية المتاخمة للحدود البحرية مع المغرب، خاصة عبر جزر تشيفاريناس. والتي تعتبر منطقة عسكرية استراتيجية، ومزودا طبيعيا للمياه العذبة عبر خزانات عملاقة”.

المغرب لا يرى حرجا في تزويد الجزر بالمياه..

محمد العمراني بوخبزة، الخبير في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الإسباني، قال إن “الماء أصبح من أهم المحددات للسياسة الدولية. غير أن الوضع في جزر “تشيفاريناس” لا يهدد الأمن المائي للمغرب بتاتا”.

وأضاف العمراني بوخبزة، في حديث صحفي، أن “الرباط عملت، منذ عقود طويلة، على تزويد جل جزر منطقة “تشيفاريناس” بالمياه. وذلك لاعتبارات متعددة تهم العلاقات مع إسبانيا، والتي بدأت تشهد مؤخرا تحسنا كبيرا”. مبينا أن “تدبير موضوع الماء يختلف عن باقي المواضيع ذات الطابع السياسي بين البلدين”.

وأورد الخبير في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الإسباني ذاته أن “جميع الجزر المحتلة من قبل إسبانيا يكون موردها المائي الرئيسي من المغرب عبر قنوات مائية وأنهار مختلفة. وبالتالي الحديث عن وجود تدخل مغربي لوقف هذا الوضع من شأنه أن يشكل حصارا على هاته المناطق. ما قد يؤدي إلى اندلاع أزمة بين الطرفين”.

“المغرب ظل، منذ القدم، على الرغم من عدم اعترافه بسيادة إسبانيا على هاته المناطق في سياسة السماح باستمرار إمدادها بالماء”. شدد المتحدث ذاته، الذي بيّن في الوقت نفسه أن “إضفاء الطابع السياسي على تدخل الجيش الإسباني في هاته الجزر من أجل الماء ممكن من خلال مستويات دبلوماسية منخفضة. تجنبا لإثارة أزمة دبلوماسية مع حليف مهم”.

وتابع العمراني بوخبزة أن “الظروف السياسية الحالية مع إسبانيا وجميع المستجدات الأخرى يجب أن لا تثير انتباه الرباط. خاصة أنها مواضيع تستغل من أطراف انتخابية في الداخل الإسباني”.

وخلص إلى أن “هذا المستجد لن يصل إلى حد وجود موقف مغربي تجاهه. لأن السيادة المائية للمغرب ليست بشكل أكبر في جزر “تشيفاريناس”. كما أن الرباط واصلت إمداد هاته المناطق المغربية المحتلة في فترات جفاف قاسية”.

 

عن هسبريس