تعرية لا تعزية .. عزيز أخنوش أو الفقيه اللي كانتسناو براكتو

“الفقيه اللي كانتسناو بركتو، دخل للجامع ببلغتو” ينطبق هذا المثل الشعبي المغربي البليغ، عن الاشخاص الذين ننتظر منهم بحسن نية أن تكون أفعالهم نموذجية ومثالية، فيرتكبون ما لم نكن نتوقعه أن يصدر عنهم أو عن طريقته، وهو ما ينطبق إلى حد بعيد على السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش إزاء فجيعة زلزال الحوز، الذي حرك الصخور الجامدة وهز الجبال الصامدة، ودفع بأن يُلين قلب الأعداء قبل الأصدقاء.. لكن ماذا فعل رئيس حكومتنا.
عزيز أخنوش كسر الصمت الجاثم على لسانه منذ سنة وزيادة، أمام قضايا شغلت الرأي العام الوطني بمختلف فئاته وطبقاته، من غلاء المعيشة وغلاء أضاحي العيد والدخول المدرسي وو ، وارتفاع أسعار المحروقات التي أبهر من خلالها العالم بمهارته في اللعب بقبعتين (رجل أعمال ورئيس حكومة) .. كسر كل هذه المتاريس الإسمنتية من صمته ونشر تعزية/ تعرية، في تدوينة عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، ولا نعلم إن كان هو من “تكونيكطا ودخل لصفحتو وخصص بضع ثوان لنشر تلك التدوينة/التعزية الباردة، أم أحد معاونيه الكثر ، في قضاء مثل هذه المهمات الصعبة في أجندة رئيس الحكومة المنتخب ؟؟.
والأدهى من ذلك، أنه لم يكلف نفسه عناء تسجيل مقطع فيديو في أقل من دقيقة، ليقدم التعزية صوتا وصورة، على الضحايا ويواسي المكلومين في فلذات أكبادهم وأكبادهن، ويشد من أزر الأرامل والأيتام ومبتوري الأطراف والشيوخ والكهلة.. الذين لا يعرفون معنى كلمة “Week-end ” ولا معجمها ولا سياقاتها، ويفعل على الأقل ، مادام لم يكن في الميدان، كما فعل أثناء حملاته الانتخابية وقام بإلحاح بدعوة المغاربة إلى الثقة فيه وفي نظرته وخبراته التي راكمها منذ سنوات في مجال تدبير وتسيير المقاولات والشركات الكبرى، وشنف أسمعانا بأننا نستاهلو ما احسن والمستقبل معه ومع حزبه أكثر رحابة وأوفر حظا من سابقيه ..

لا، لم يفعل هذا، بل نشر عزيز أخنوش رئيس التدوينة/التعزية، في وقت تتجند العديد من الجهات محليا وإقليميا ودوليا وعدد من المواطنين بالتضامن والمساهمة بما تيسر لهم وقدر جهد المستطاع للمساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه هناك في منطقة الحوز، خاصة أنه كل دقيقة وثانية تأتينا صور ومقاطع فيديو تصيب بالدوار والذهول من بشاعة المشهد، وقساوة الضربة المزلزلة، التي انهالت على رؤوس أناس ليسوا من علية القوم ولا سادتها .. بسطاء للغاية وأقل.
وبالمناسبة، فقد علت أصوات تدعو السيد رئيس الحكومة/ رجل الأعمال بالتضامن مع الضحايا من خلال إعادة الحق لذويه وتخفيض أسعار المحروقات لتسيهل عمل التنقل إلى هناك والقطع مع المضاربين الذي استغلوا الظرفية وأصبح الذهاب الى منطقة الحوز عبر سيارة أجرة بثمنة تذكرة طائرة.
إليكم تعزية وتعرية الواقع المرير

تعزية عزيز أخنوش: “أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلات ضحايا الزلزال الذي ضرب عددا من المدن المغربية، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى”.