شقير: هناك تلاقي بين رغبة السلطة في تخليق المشهد السياسي ورغبة جماعة ياسين في دخول المجال السياسي

 

جمال الديابي

 

اعتبر محمد شقير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن الوثيقة السياسية لجماعة العدل والإحسان الإسلامية اثارت اهتماما خاصا وجدلا واسعا في الساحة السياسية، سواء على مستوى مضمونها أو تأثيرها المحتمل على المشهد السياسي في البلاد.

وأوضح شقير في تصريح لموقع “المغرب 35” أن الجماعة وضعت وثيقتها السياسية كوثيقة تتضمن مشروعا سياسيا مفصلا بشكل دقيق يشمل كافة مداخل الإصلاح، وبلغة سياسية مباشرة، وباقتراحات عملية ، وفي هيكلتها كتنظيم يريد ان يدخل مجال السياسة

وأبرز المحلل السياسي أن الوثيقة قفزت على عدد من النقط الخلافية التقليدية التي كانت تتبناها الجماعة خاصة إزاء مؤسسة إمارة المؤمنين، حيث اكتفت الوثيقة بالإشارة الضمنية إلى إمارة المؤمنين مرة واحدة، عند حديثها عن تحرير مؤسسات الشأن الديني، ومنها المساجد، من احتكار السلطة وضمان حيادها والذي ورد ضمن المحور المجتمعي بدل المحور السياسي في الوثيقة. لافتا إلى أن ” أن الجماعة تجاوزت مرحلة الاستثمار السياسي للموقف من إمارة المؤمنين إلى مرحلة التطبيع مع العمل السياسي تحت سقف الملكية، فهي لم تعد بحاجة إلى التلويح بهذه الورقة التي كانت تحتاجها في سنوات التعبئة، وصارت أكثر واقعية”.
كما أن الوثيقة، يضيف شقير، تجاوزت التركيز على المؤسسة الملكية ، حيث تناولت الملكية بطرق غير مباشرة، من خلال بعض المقترحات، من مثل ربط السلطة التنفيذية بالحكومة دون غيرها، وجعل اختيار الوزراء وإعفائهم من اختصاص رئيس الحكومة وحده، والتنصيص الدستوري على جعل وضع السياسات العمومية وتنفيذها من اختصاص الحكومة وحدها، واعتماد الانتخاب آلية وحيدة لاختيار أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وهي كلها مقترحات لها علاقة بالمؤسسة الملكية.

ويرى الباحث في العلوم السياسي أن “الجماعة لديها رغبة للدخول في عالم السياسة وحتى تصريحات المتوكل وفتح الله ارسلان تصبان في هذا المحال وتنتظر رد فعل السلطة هل ستسمح لها بدخول العالم السياسة”، مشيرا إلى أنه حتى قبل اصدار الوثيقة كان هناك تفاعل من الجماعة بمقترحات كتلك المتعلقة بمدونة الأسرة، وهوما يكشف أن هناك رغبة اكيدة من طرف قيادة الدائرة السياسية لجماعة ياسين من أجل الدخول في عالم السياسة.

ويعتبر شقير أن هناك تطور لجماعة العدل والإحسان من جماعة تربوية دعوية وسياسية الى البحث عن تنظيم سياسي على غرار الاحزاب السياسية، مشيرا إلى أن هناك تلاقي بين رغبة السلطة في تخليق المشهد السياسي ورغبة الجماعة في دخول المجال السياسي والحزبي من أجل خلق توازن داخل المشهد السياسي وأن وهناك مصلحة مشتركة بين السلطة والجماعة.
ولفت شقير إلى تركيز الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية الذي ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، أمام الملك، أحمد التوفيق، حول “تجديد الدين في نظام إمارة المؤمنين”، يمكن اعتباره إشارة سياسية مشفرة نحو الجماعة بأن مجال إمارة المؤمنين هو مجال محفوظ وكل ما دون ذلك يمكن القبول به