أسرة من بداية تشخيص ابنهم بالتوحد تغير كل شئ فيها وفي طباعها ونفسيتها وظروفها الاجتماعيه و المادية، وتأثرت معنوياتها.

تبدلت الشخصيات والاهتمامات والأولويات، حتى دائرة معارفهم دائرة تضيق يوما بعد يوم، فلا الأصدقاء ولا الأقارب ولا حتى الجيران هم أنفسهم أصدقاء وأقارب ماقبل التشخيص.

هي أسرة تنسحب من كل شي تدريجيا، تترك الحياه التقليدية وتدخل دوامة أخرى بأبعاد وطموح وأحلام مختلفة.

أصبحت تتجاهل كل شي المناسبات العائلية، العادات والتقاليد، والإجازات والمصاييف والأعياد والأفراح،و كل شيء. تركت كل شي مقابل راحة طفلها، وبسبب عدم تقبل المجتمع وعدم تفهمه وإحساسه ومساندته، وحتى تتجنب تلك النظرات الموجعة:منها الشفقه ومنها الاستغراب ومنها نظرات الاستهجان وعدم الرضا،حتى أنهم يحكون علينا وعلي تصرفاتنا وتصرفات الطفل بدون علم ولا معرفه بالتوحد.بدون ان يفهموا معني ان تكون أم أو أب لطفل توحدي.

ام طفل توحدي ليس لها موعد للنوم قد تنام ساعات قليلة في اليوم ، وقد لا تنام يومين حسب نوم طفلها .وإذا نام الطفل فجرا استيقظ باقي الأبناء والزوج فتضطر للقيام من أجل تجهيز الطعام لهم.

أسرة طفل توحدي هي أسرة تعيش في مزاج متقلب، يتقلب في اليوم أكثر من مرة.فقط طفلهم وحالته هي المتحكمة في هذا المزاج المتقلب. فإذا كانت حالته جيدة تكون الأسرة سعيدة واذا سائت تكون الأسره مكتئبه حزينه .

هي أسرة تعودت علي نظام حياة مختلف وطعام مختلف واهتمام مختلف، أسرة إذا أحدهم سرح في خياله الى المستقبل ولو دقيقة لن يدوق طعم الراحه ولن ينام بعدها.فقط تخيل كيف سيكون مستقبل ابنه بدونه؟ماذا سيحدث؟ وكيف سيعيش؟

أسرة حكم عليها وعلى طفلها بالحكم الخاطئ والظالم فمنهم من يتهم الأم والأب بالتقصير بل منهم من يتهمهم بأنهم سبب توحد طفلهم، ومنهم من يتهمهم بسوء التربية. وآخرون يتهمون الأم بأنها أخذت أدويه أثناء الحمل أو بأن حالتها النفسية كانت سيئة. بل هناك من يربط الإصابة بالتوحد بجينات الأم والأب أو بالتلفاز والتطعيم، وكثير من الاتهامات الأخرى التي لا حصر لها .

هي أسرة قلبها يتقطع عند سماع بكاء وصراخ طفلها دون أن تعلم لماذا يصرخ؟!وما الذي أصابه هل أسنانه تؤلمه أم المعدة أم القولون أم الأذن أم اللوزتين أم أم الخ..

على أفراد الأسرة الشك والتوقع والتخمين لأن طفلهم لا يستطيع النطق ولا شرح مايشعر به ..أسرة تنظر الى طفلها وتتسائل يا ترا مالذي يدور في رأسك ،في ماذا تفكر ماالذي تريد أن تقوله ولا تستطيع. هل تشعر بي هل تعرف من أكون بالنسبه لك .

هي أسرة تتعرض للتنمر يوميا أسرة لا تستخدم اي شي يستخدمه العامة لا مواصلات عامة لا حدائق لا مدارس لا سينما و لا نوادي وإذا دخلوا الى أي من هذا يأخذون ركن بعيدا. يجلسون بعيدا عن العامة وقلبهم يرتجف خوفا من أن يقوم الطفل بشي غريب أو يدخل في نوبة صراخ وبكاء، ويسبب مشاكل للزائرين، مما يجعل فضولهم يأذينا ويتقدم أحدهم بأسئلة غالبا ما تكون سخيفة .

وفي كثير من الأوقات ما تكتفي الأسرة بالسمع بفقط دون إجابة.

هي فعلا معاناة ولا ولن يشعر بها الا من يعيشها.

ولكن كما أعطانا الله طفل توحد أعطانا الصبر والحكمة .

فسبحان الله لم يعطي الله طفل توحد لهذا الجار صاحب القلب المتحجر ،ولا لهذا الرجل الذى أزعجه بكاء الطفل. لأن لو رزقه الله طفل توحد لكان تركه وهجره أو انفصل عن زوجته …الله يعطي هذه الملائلكه للقلوب الطيبة المسامحة. والله يعطينا الصبر والتحمل وإن شاء الله فرجه قريب.

 

عضوة جمعية سفراء التوحد