ليبيا تقطع الطريق على خطة تبون لتفكيك الاتحاد المغاربي

 

وجه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، رسالة الى  الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، تتعلق بتفعيل اتحاد المغرب العربي، وتعزيز التعاون بين البلدين وذلك بعد ساعات من بعث رسالة أخرى للعاهل المغربي الملك محمد السادس، للتأكيد على تشبُّثها بإحياء تكتل اتحاد المغرب العربي باعتباره الإطار الوحيد للدول المغاربية لتحقيق رغبة وطموحات شعوب هذه التكتل نحو التقدم والرفاه بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي اضرت بمصالح الشعوب.

واستقبل الغزواني المبعوث الليبي عماد الفلاح بالقصر الرئاسي في العاصمة نواكشوط،حسب وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، حيث سلمه رسالة من المنفي ناقلة عن المسؤول الليبي قوله إن الرسالة “تتعلق بتفعيل دور اتحاد المغرب العربي والتشاور المستمر بين البلدين”.
وقطعت هذه الرسالة كما هو الحال مع الرسالة التي تم توجيهها الى العاهل المغربي، حسب متتبعين للشأن المغاربي، الطريق أمام خطط الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لتفكيك الاتحاد بعد أن كانت الجزائر لسنوات سببا في عدم تطوير هذا التكتل لخدمة مصالح شعوب المنطقة من العديد من النواحي خاصة الاقتصادية منها وذلك بتعزيز الانقسام السياسي وتأجيج التوتر خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية ما كانت له العديد من التداعيات السلبية في منطقة تزخر بالعديد من المقدرات والطاقات والثروات إضافة للتمازج الثقافي والتاريخي والديني.

وأضاف الفلاح حسب الوكالة الموريتانية، “جئت محملاً برسالة من المنفي إلى الرئيس الغزواني تتضمن التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين موريتانيا وليبيا” موضحا أن الرسالة تتعلق أيضا بـ”التشاور المستمر بشأن المجالات التي تهم البلدين الشقيقين، ومن ضمنها تفعيل دور اتحاد المغرب العربي”، دون تفاصيل عما جاء في الرسالة بشأن هذه المسألة.
وأشار الفلاح إلى أنه “تلقى ردودا إيجابية من الرئيس الموريتاني بشأن المواضيع التي تتضمنها الرسالة”، والذي أكد “حسن العلاقات الدائمة (بين البلدين) وعلى ضرورة تعزيز التعاون المشترك بينهما في كافة المجالات”.

وتأتي رسالة المنفي للرئيس الموريتاني بعد أيام من قمة تشاورية لقادة ليبيا وتونس والجزائر، استضافتها تونس، وغابت عنها موريتانيا والمغرب حيث رفضت نواكشوط على ما يبدو الرضوخ لمخططات النظام الجزائري في اثارة الخلافات بين دول الاتحاد المغاربي لغايات سياسية ضيقة لا تخدم شعوب المنطقة بما فيها الشعب الموريتاني الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الشعب المغربي.

وتعد الجزائر وتونس وليبيا، إضافة إلى المغرب وموريتانيا، أعضاء في اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس في 17 فبراير 1989.
ويقول مراقبون، وفقا لوسائل إعلام دولية، ‘ن غياب المغرب عن هذه القمة الثلاثية أمر “مقصود”، وأسبابه ترتبط مباشرة بالموقف الجزائري المعادي حيث كانت سببا رئيسا في إفشال مشروع تأسيس المغرب الكبير بعناصره الخمسة (تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، موريتانيا) بسبب إصرارها على إضافة مكوّن ثالث وهو الصحراء المغربية.