فجري هاشمي..  صناعة الوهم

يعتقد البعض ان الوهم والتوهم حالة نفسية، والوهم بصفة عامة يلبي حالة نفسية تجعل صاحبها يشعر بالراحة فالحياة الاجتماعية معقدة والناس مختلفون في تربيتهم واوساطهم ولذلك يسعون الى une satisfaction تجعلهم قادرين على العيش.
المعروف أن المدمنين يعيشون بالوهم ويتصورون حلا لكل مشاكلهم في حالة الإدمان تلك، ولذلك فأحيانا يرفضون الاستفاقة ويتواصل الإدمان.

وحتى نكون واضحين أكثر، فهناك من فهم هذا الدور الذي يلعبه الوهم في تسكين واستقرار نفسية الناس وأصبح وسيلة للتحكم وهي من بين وسائل السلطة الخفية.
سوف أشير باختصار الى الدور الذي لعبته وتلعبه وسائل الإعلام الأمريكية في خلق وهم التفوق الأمريكي واصبحت ثقافة الشعب الأمريكي هي ثقافة الشعب المنتصر دائما والمهدد دائما بسبب نجاحاته هكذا يتم توظيف الوهم للتحكم في الشعب.
اتذكر الآن كتاب ناعوم تشومسكي (raison et liberte) والذي تحدث في فصله الأخير عن التحكم في ماسماه ب(l esprit public), وهو يفضح كيف تأسست صناعة التحكم في الرأي العام في أمريكا. وانا أضيف أنها تحكمت بخلق الوهم عن القدرات الخارقة للدولة الامريكية.
هناك من يعتقد أيضا أن الدين يلعب هذا الدور، فهو أيضا يخلق الوهم لدى الناس بحياة أخرى أجمل واحسن من حياة الدنيا، وذلك في نظرهم يؤكد ان الناس يسعون وراء الوهم لأنه يريحيهم خوفا من العدم .
لذلك فالوهم له جانبان: الأول ايج٣ابي لأنه يشعر الناس بالراحة والثاني سلبي لأنه يجعلهم خاضعين
لذلك علينا ان نتعلم طرح الاسئلة ومن بينها ماهو تفسير الوهم ؟