أراد وزير الثقافة والشباب وقطاع التواصل ، المهدي بنسعيد أن يكون “سوبرمان ” الحكومة ، فسقط بين يدي الاتحاديين الذين قدموا له هدايا من وهم في إطار خدعة المجلس الوطني للصحافة المنتهية ولايته ، نافخا ريشه كديك مزهو بنفسه ، لكن هذا الديك تم ذبحه اليوم بطريقة فيها نوع من الدهاء ، ستكلفه مستقبله السياسي بعدما تلحقه الغضبة ، بسبب الخرق السافر لدستور المملكة المغربية

لقد قدم الوزير بنسعيد مشروعا يتعلق بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر تدوم لسنتين وتضم أصدقاءه الذين باعوه الوهم بدهاء إن لم نقل بخبث ، وقد تمت المصادقة على هذا المشروع من طرف الحكومة وسط سخط عارم بين الصحافيين والصحافيات ، ارضاء للأقلية على حساب الأغلبية، وبتبريرات واهية ، أوهن من بيت العنكبوت .

لقد تم دفع الوزير إلى الواجهة لخرق دستور المملكة المغربية والسير ضد إجماع أغلبية الصحافيين والصحافيات ، دون أن يدري أن ذلك سيكلف حزبه الخروج من الحكومة ، تمهيدا لدخول حزب الاتحاد الاشتراكي إليها ، والكل يعلم الخلاف السياسي الحاصل بين الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي وبين الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر منذ وفاة او انتحار البرلماني بلفقيه (…)

هذا الخلاف السياسي ، تمخض عنه صراع في الخفاء ، وستظهر نتائجه على الساحة ، وذلك بارتباط وزراء من الاصالة والمعاصرة بفضائح سياسية معينة تؤدي الى أزمة في البلاد ، ويتم التركيز عليها من طرف الاعلام ، ومن يتحكم في الاعلام ؟ الجواب معروف ، لكن الوزير بنسعيد لا يدري أنه في معترك سياسي لا يعرف للعاطفة طريقا ، ولا توجد فيه صداقة ، بل هناك مصالح ، وأن اللعب السياسي يحتاج من صاحبه إلى ذكاء ودهاء ، ويعرف أنه يسير في حقل مليء بالألغام …

جملة من الفضائح السياسة سقط فيها حزب الأصالة والمعاصرة وتم التركيز الاعلامي عليها ، بدءا بواقعة “من تحتها وبهدوء ” التي بطلها الوزير في العدل عبد اللطيف وهبي ، ثم مرورا بفضيحة امتحان الأهلية لمزاولة المحاماة ، وقبلها واقعة طوطو ، ثم اضرام فنان مسرحي النار في جسده أمام مبنى وزارة الثقافة ، وصولا الى ما يرتبط بالمجلس الوطني للصحافة المنتهية ولايته …

كل هذه الأحداث، والأحداث أخرى مرتبطة بالمعيش اليومي للمغاربة ، لم يظهر فيها حزب الاشتراكي للقوات الشعبية ولم يعبر عن اي موقف رغم انه في المعارضة ، منتهجا أسلوب القناص الذي يرى من بعيد الى حين اقتناص الفريسة / الفرصة ، والغاية من ذلك هو الدخول للحكومة ، لأن إدريس لشكر لن ينسى كيف تم التخلي عنه اثناء تشكيل الحكومة التي سماها هو نفسه بحكومة التغول …

إن الوزير بنسعيد لم يجهز على حزبه بقلة نضجه ووعيه السياسي ،بل قضى حتى على مستقبله السياسي ، وستلاحقه غضبة ستكلفه الاعفاء من منصبه والخروج بشكل مخزي من الحكومة ، بعد أن كتبه التاريخ أنه لم يقدم الا صورة سيئة عن قطاعه ومسيئة للملكة المغربية ودستورها …
إن مشكلة التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة يحتاج اولا الى اعاده عن اللعبة السياسية ، وثانيا ابعاد الفاعل السياسي من نيل عضوية به ضمانا للإستقلالية ، أما وانه يوجد العكس ، فلن يكون هناك تنظيم ذاتي للمهنة ، كل ما هنالك فتح دكان مثل الدكاكين السياسية لتلقي الريع ، فلو لم تكن هناك تعويضات سمينة ، لم ولن نرى هذه الصراعات
وللحديث بقية