تشتد المنافسة التجارية بين المغرب وإسبانيا على السوق الأوروبية أكثر فأكثر. فبعد تقليص البطيخ الأحمر والطماطم المغربيين إمدادات إسبانيا من هذين المادتين لدول الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. جاء الدور على لحوم الدجاج و الديك الرومي بعد موافقة المفوضية الأوروبية على استيرادها من المغرب.
وذكر بلاغ لسفارة الاتحاد الأوروبي بالمغرب أن المفوضية الأوروبية أعطت الضوء الأخضر لدخول الصادرات المغربية من منتجات لحوم الدواجن إلى السوق الأوروبية. حيث نُشرت اللائحة التنفيذية في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في 30 يونيو 2022.
وأكد البلاغ أن هذا القرار يدخل حيز التنفيذ دون تأخير. مبرزا أنه بالنظر إلى الحجم الاقتصادي الكبير للسوق الأوروبية وقربها من المغرب. يمكن أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على قطاع إنتاج الدواجن المغربي.
غير أن دخول المغرب إلى هذه السوق لم يرُق للمزارعين الإسبان. وفق ما تداولته وسائل إعلام إيبيرية. إذ أكدت أن أغلبهم يعيش وضعا وصفته بـ”الحرج” في مواجهة الزيادة “الوحشية” في تكاليف الإنتاج. الناجمة عن ارتفاع تكاليف الطاقة بنسبة أكثر من 150 في المائة. والأعلاف بنسبة أكثر من 35 في المائة.
واعتبرت المصادر ذاتها، بناء على تصريحات المهنيين، أن وضع هذه الفئة يمكن أن يتفاقم بسبب هذه الزيادة في الواردات من بلدان ثالثة. في إشارة ضمنية إلى المغرب. مشددة على أن فتح السوق أمام موردين آخرين “غير ضروري في الوقت الحالي. لأن جهود مربي الدواجن تضمن توريد السوق الأوروبية بالدجاج للأشهر القادمة”.
ولفتت إلى أنه “على الرغم من أن المغرب ليس مُصدرًا رئيسيا للدواجن. إلا أن هذا القرار يفتح الأبواب أمام دخول أعداد كبيرة من لحوم الدجاج والديك الرومي من المغرب إلى الاتحاد الأوروبي”.
ويمكّن هذا القرار المغرب من تصدير منتجات لحوم الدواجن إلى 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي. وبالتالي الوصول إلى سوق تضم ما يقرب من 450 مليون مستهلك. وفق ما أكدته باتريشيا لومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي في المغرب، تعليقا على القرار.
المغرب قدّم الضمانات الكافية
وقالت المسؤولة الديبلوماسية الأوروبية: “أنا سعيدة بهذا القرار الإيجابي. الذي يعد جزءا من الطموحات المشتركة والالتزامات المتبادلة للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب من أجل الرخاء المشترك”.
يشار إلى أن المفوضية الأوروبية علّلت قرارها السماح بدخول الصادرات المغربية من منتجات لحوم الدواجن إلى السوق الأوروبية. بتقديم المغرب طلبا للترخيص له بدخول اتحاد مصدري منتجات لحوم الدواجن بمختلف أصنافها. وتقديمه ضمانات فيما يتعلق بامتثاله لمتطلبات الإخطار والإبلاغ عن الأمراض المشار إليها في الملحقات ذات الصلة بالدواجن. والامتثال لمتطلبات الاتحاد المعنية بصحة الحيوانات، أو المتطلبات المماثلة. معتبرة أنه بالنظر إلى الوضع الصحي للدواجن في المغرب. من المناسب إدراج هذا البلد الثالث في قائمة اللائحة التنفيذية المذكورة.