الكثير من الصور النمطيّة التي تلاحق النساء والحقيقة المتعلّقة بالدورة الشهرية، المزاج السيء،حزينة، الاراء المتغيرة، تأثيرالهرمونات، نكدية، غير قابلة للحوار، انتاجيتها منخفضة.. هي معتقدات وأعراف خاطئة وقوالب جاهزة تشجّع على التمييز المبني على الجنس، عار اجتماعي ناتج عن ثقافة ذكورية متشبعة في أوساطنا.

صحيح أن المرأة تمر بمتغيرات أثناء ..لكن، ليس كما يتم تدواله وتصويره:

تقول دراسة للمعهد المركزي للصحة العقلية في ألمانيا عام 2016، والتي استهدفت فهم الاختلالات المزاجية للنساء خلال فترة الحيض؛ تم فحص مجموعة من النساء تتراوح أعمارهن بين 18و44 سنة، واختبارهن عشر مرات في اليوم، على مدار ثمانية أيام أثناء الدورة الشهرية، لتغطية كافة مراحلها، ومع تقييم الباحثين لنتائج الاستبيانات لم يظهر للدورة الشهرية أي تأثير على الحالة المزاجية.

الدورة الشهريّة وتأثيرها على الدماغ

خاطئ جداً من يعتقد أن الدورة الشهريّة تؤثر على أ الدماغ أو على قدرة المرأة على اتّخاذ القرارات. ما لا يعرفه كثيرون هو أن الدورة الشهرية تؤثر على أدمغة النساء بطرق إيجابية مختلفة؛ فقد اتضح أن النساء يتمتعن بمهارات خاصة في هذا الوقت من الشهر، مثل الوعي بالمكان، والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل، كما أن المرأة وقتئذ تعرف بأن هناك شخصا في محيطها يشعر بالخوف.

وتوصلت دراسة حديثة اخرى إلى أن الدورة الشهرية لا تؤثر على دماغ المرأة، خلافا لما يزعمه البعض من أن الحيض يقلل قدرتها على التفكير بوضوح. وأجرى الدراسة باحثون بقيادة البروفيسور بريجيت لينرز من مستشفى جامعة زيورخ في سويسرا، ونشرت في مجلة “فرونتيرز إن بيهيفيرال نيورساينس”. وشملت الدراسة 88 امرأة، وتم اختبار ثلاثة جوانب أساسية في الوظيفة المعرفية لديهن، وهي الذاكرة العاملة والانتباه والتحيز المعرفي.
ووجد الباحثون أن القدرات المعرفية لدى النساء لم تتأثر بالتغيرات الهرمونية لديهن المرتبطة بالدورة الشهرية.

عادةً ما يتم ربط شعور المرأة بالغضب خلال الدورة الشهريّة بالتغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسمها أثناء هذه الفترة، ويتم استبعاد وجود أي سبب آخر لغضبها أو انزعاجها..
كانت نتيجة دراسة منشورة بمجلة أبحاث الإيقاع البيولوجي، بغرض قياس تأثير الدورة الشهرية على الأحلام وجودة النوم والمزاج، هي أن أحلام النساء خلال الدورة الشهرية كانت إيجابية ومفعمة بالمشاعر، وقلت فيها الشخصيات الذكورية، كما أن الأحلام كانت أطول قبل وأثناء تلك الفترة؛ مما أثبت أن الاختلافات الهرمونية تعزز عمليات الذاكرة المشاركة في إنتاج الأحلام.