تُصدر مصالح الأمن تقريرا اسبوعيا حول ما تسمّيه “عمليات المراقبة و الزجر في ميدان السير و الجولان”. تقرير تحصي فيه عدد ضحايا حوادث السير في المناطق الحضرية و تنشره في وكالة الأخبار الرسمية. كما تعطي أرقاما حول عدد المخالفات المسجّلة و المبالغ المحصّلة منها.

ففي الأسبوع الماضي مثلا ، يفيدنا التقرير الأسبوعي بأنّ  11 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب 2316 آخرون بجروح، إصابات 82 منهم بليغة في 1688 حادثة سير داخل المناطق ‏الحضرية.

ويعزي بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع ‏هذه الحوادث  إلى “عدم انتباه السائقين” و السرعة المفرطة، وعدم انتباه الراجلين، وعدم احترام حق الأسبقية. وعدم ترك مسافة الأمان، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وعدم التحكم. وتغيير الاتجاه غير ‏المسموح به، والسير في يسار الطريق، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والتجاوز المعيب، والسير في الاتجاه الممنوع.

أمّا بخصوص عمليات المراقبة والزجر في ميدان السير والجولان،  أفاد البلاغ بأن ‏مصالح الأمن تمكنت من تسجيل 36 ألفا و356 من مخالفات السير، وإنجاز 6488 محضرا أحيلت ‏على النيابة العامة. واستخلاص 29 ألفا و868 غرامة صلحية. ‏

وأشار المصدر ذاته إلى أن المبلغ المتحصل عليه من مخالفات بلغ 6 ملايين ‏و249 ألف و450 درهم. فيما بلغ عدد العربات الموضوعة بالمحجز البلدي 4170 عربة، وعدد الوثائق المسحوبة 6488 وثيقة. وعدد المركبات التي خضعت للتوقيف 207 مركبات.‏

“عدم انتباه السائق؟”

المتتبّع لهذه البلاغات الرسمية يلاحظ أنّ السبب الرئيسي الذي تسوقه هذه البلاغات كسبب مباشر للجوادث  هو “عدم انتباه السائق”. و في اتصال مع أحد المحامين ، أكّد لنا أن هذه التهمة “ضبابية” و غير موجودة بهذا الشكل في مدونة السير على الطرق. و لا يمكن قانونيا تحرير مخالفات على أساسها. و بأنّ “استعمالها في البيانات الصحفية مجانب للصواب. فهذا المنطوق يعطي الانطباع بإنّه يمنح المزيد من القوة للسلطة التقديرية للمخالفات التي يحرّرها رجل الأمن”.

حملة المخالفات في الرباط

و انتقل موقع “lemaroc35” إلى مدار باب شالة بالعاصمة الرباط يوم الأحد الماضي. و هو مدار يعرف ازدحاما كبيرا بوجود أشغال في محطّة سيارات الأجرة الكبيرة  “الطاكسيات” و الطرامواي و الحافلات في مكان ضيّق جدا . ناهيك عن السيارات الخاصة و المارّة. و لاحظنا وجود ثلاث رجال شرطة . كل واحد منهم يحمل في يده دفتر مخالفات و يوقفون السيارات وسط الطريق ممّا يزيد من الازدحام و الارتباك.

مخالفات

و صرّح العديد من المواطنين الذين استجوبهم موقع “lemaroc35” أنهم أحسّوا بأنّ الحملة الأمنية أصبحت على أشدّها في مدينة الرباط خصوصا. و بأنّ بعض رجال الامن يبنون قراراتهم على الشك و التقدير.  و صرّح مواطن، فضل عدم الكشف عن اسمه: “تمّ  توقيفي في أحد المدارات لأنني لم أستعمل مؤشر الاستدارة “سينيال” . و أخبرني الشرطي أنه أصبح واجبا عند تغيير الاتجاه من ممر إلى ممر أو الانعطاف إلى طريق أخرى. القانون جديد و صدر في 2022 و المعلومة التي لم أكن أعرفها. فكيف يتم تغريمي عن قانون لم أكن على اطلاع به. كما انني كنت وحيدا في المدار و لم أعرض أي شخص للخطر، ألم يكن التنبيه كافيا؟”

و صرّح مواطن آخر (ع.ز) مباشرة بعد تأديته ل 400 درهم مبلغ المخالفة: “أوقفني شرطي (أدلى باسمه و رقمه) و اتّهمني بأنني مررت في الضوء الأحمر. هل من المعقول أن أمرّ في الضوء الأحمر في وسط المدينة ، أمام أعين ثلاثة رجال شرطة و وسط هذا الزحام بالمحاداة سكّة الطرامواي؟ أكثر من 30 سنة من السياقة و لم “أحركْ” الضوء الأحمر في حياتي… لا أعرف لماذا استقصدني؟ هل لأن رقم السيّارة ليس رباطيا”؟