علم لدى جريدة الاتحاد الإشتراكي أن عدة لجن مشكلة من إدارات مختلفة قامت، في الآونة الأخيرة، بزيارات لمطرح مديونة. كان دافعها، بداية، معرفة بواعث الروائح الكريهة. و التي أضحت تخيم، بين الفينة والأخرى، على أجواء أكبر مدينة في المغرب، وهو ما أصبح مصدر تشكي الساكنة، التي تعاني من هذه الانبعاثات المنفردة.

وخلال هذه الزيارات ستقف اللجن على مشكل لا يقل فظاعة من تلك الروائح. الأمر يتعلق بمادة «الليكسيفيا» الملوثة المتسربة من آلاف أطنان النفايات المتراكمة في المطرح القديم. حيث شكلت مستنقعات متفرقة في جل الأراضي المحيطة بالمطرح منها مديونة والمجاطية واولاد حدو. غازية المياه الجوفية والآبار ومجمعة للأعفان المضرة. كما اكتسحت الطرقات الرابطة بين الدارالبيضاء ومديونة، وقد سبق أن تسببت في حوادث مميتة.

مصدر من المجلس الجماعي البيضاوي أفادنا بأن المطرح حين إحداثه قبل ثلاثة عقود لم يتم بالموازاة معه تشييد أحواض مجمعة لهذه المادة المضرة بالبيئة. وبما أن المطرح مازال على حاله فهذه التسربات لن تتوقف. وزارة الداخلية قررت أن تعطى الأولوية لهذه المعضلة. وستبدأ الدراسات في مستهل هذه السنة الهادفة إلى معرفة حجم الأطنان المتراكمة بهذا المطرح من النفايات. وقياس حجم «الليكسيفيا» التي تصدرها. وبعد ذلك سيتم الشروع في المعالجة مع طمر المطرح بصفة نهائية، ولحدود الآن لم يتم الإعلان عن حجم الأموال التي سيتطلبها هذا الأمر والمدة الزمنية لإنهاء المشكل…

أما بخصوص الروائح المزكمة لأنوف ساكنة المدينة ومحيطها، فلم تحدد اللجن التي زارت المطرح مصدرها، وهو الأمر الذي حير جميع الجهات، فقد استبعدت هذه اللجن فرضية أن المشكل قادم من هناك، ليبقى السؤال مطروحا، من أين تأتي هذه الروائح ؟