في آخر خرجاته الشعبوية، أطل علينا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عبر قناة الجزيرة في “مسرحية صحفية” تطرق في فصولها إلى كل المواضيع التي تهم العالم، ماعدا المشاكل الداخلية التي تعيشها الجزائر، والنقص الحاد في المواد الاستهلاكية والوضعية المزرية التي يعيشها المواطن الجزائري، في ظل سيطرة العسكر على زمام الأمور في البلاد، وتسخير عائدات الجزائر من النفط والغاز لمصالح شخصية ولخدمة أجندات سياسية خارجية.

فكعادته، خلال تصاريحه وخرجاته التلفزيونية، والتي أصبحت روتينا شبه أسبوعي، لم يفوت الرئيس الجزائري الفرصة دون التطرق لقضية الصحراء المغربية، بل وتناسى قدره وأقحم نفسه في السياسة الخارجية لإسبانيا وعلاقتها مع المملكة المغربية، خاصة بعد إعلان حكومة سانشيز مؤخرا موقفها الداعم لمغربية الصحراء.

وفي خضم تصريحاته، أعرب الرئيس الجزائري ” عن أسفه” لما وصلت إليه العلاقات المغربية الجزائرية، وأردف قائلا أن هذه العلاقات وصلت إلى نقطة اللاعودة، مشيرا إلى أن ما تقوم به بلاده هو “رد فعل”.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع فرنسا، والتي احتلت الجزائر لأزيد من قرن واعتبرها عبد المجيد تبون بالمتدبدبة، فلم يجد الرئيس الجزائري من حرج في الإشارة إلى عودة سفير بلاده إلى فرنسا قريبا، رغم تجاهل هذه الأخيرة لغيابه، بعد أن سبق وأن استدعاه في بداية فبراير المنصرم “للتشاور”، على خلفية قضية الناشطة والصحافية أميرة بوراوي التي غادرت تونس إلى فرنسا وهي مطلوبة لدى القضاء الجزائري، بمساعدة من موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية، وأعربت الجزائر في “مذكرة رسمية” وجهتها إلى باريس عن “احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية” لبوراوي.

أما في ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، فعبر تبون عن استعداد بلاده للعب دور الوساطة لوقف هذه الحرب، بحكم أن بلاده ” تملك مصداقية كافية لذلك”.

ولم ينسى الرئيس الجزائري الحديث عن القضية الفلسطينية، التي بدأت تستغلها الجزائر للمتاجرة، ومحاولة للعودة إلى الساحة الدولية. حيث اعتبر أن هذه القضية الفلسطينية تكون تكاد قضية داخلية في الجزائر.

وفيما يخص العلاقات الجزائرية الإيطالية، فاعتبرها الرئيس الجزائري أنها استراتيجية وتاريخية. حيث سبق توقيع إتفاق بين البلدين، تستفيد من خلاله إيطاليا من الغاز الجزائري بأسعار رمزية، في حين قامت إيطاليا بتصدير سيارات “فيات” لتسويقها في السوق الجزائرية، والتي قوبلت بتغطية إعلامية محلية ضخمة، جعلت من الحدث إنجازا وطنيا يتفاخر به الأحياء والشهداء من الجزائريين.