أقدمت ليبيا و جمهورية مصر العربية، أمس السبت، على استفزاز غير مسبوق اتجاه المملكة المغربية ووحدتها الترابية، من خلال حضور اجتماعات عسكرية رفقة الجزائر و جبهة البوليساريو، المنظمة بالجزائر.

وشارك وفد عسكري مصري رسمي و آخر ليبي، في أشغال الاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع. وكذا الاجتماع الحادي عشر للجنة رؤساء الأركان. والاجتماع الرابع عشر لخبراء الدول الأعضاء فيما يسمى “الدول الأعضاء في قدرة إقليم شمال أفريقيا”.

وتبدو مشاركة جبهة البوليساريو و الجزائر المنظمة عادية، بالنظر لكونهما طرفا أساسيا في نزاع الصحراء ومعاداتهما للوحدة الترابية للمملكة المغربية. بيد أن المشاركة العسكرية الرسمية المصرية و الليبية خالفت التوقعات. بالنظر لموقفهما إزاء النزاع وسعيهما لاعتماد موقف محايد إزاء النزاع والنأي بنفسيهما عنه. إذ باتت المشاركة ترقى لمستوى الاستفزاز. بالنظر لكون المشاركة ذات طابع عسكري محض، خاصة في ظل ترويج جبهة البوليساريو لـ”الحرب الوهمية” في الصحراء.

و تعد مشاركة مصر و ليبيا في الاجتماعات العسكرية بدعوة جزائرية و الجلوس مع جبهة البوليساريو، بمثابة اعتراف ضمني بها في ظل مسمى الاجتماع الأول “الاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع”. والذي يحيل على كون جبهة البوليساريو دولة ذات سيادة. وهي المغالطة التي أوقعتهما فيها الجزائر في ظل عدم عضويتها للأمم المتحدة.

ومن المرتقب أن تسفر المشاركة العسكرية المصرية و الليبية في الاجتماع، عن موقف مغربي في غضون الساعات القليلة المقبلة. خاصة مع محتوى الاجتماع العسكري واستفزازات جبهة البوليساريو شرق الجدار الرملي. إذ لا يُستبعد أن تطلب المملكة المغربية توضيحات من نظيرتها المصرية و الليبية. بالنظر لأبعاد الاجتماعات العسكرية و خطورة المشاركة وتهديدها لسيادة المغرب على صحرائه.