بعد مرور ما ينيف عن 52 سنة عن اختفاء الزعيم الوحدوي المغربي الصحراوي “ابراهيم بصيري”، زعيم انتفاضة مدينة العيون التاريخية سنة 1970 المعروفة بانتفاضة “الزملة” ضد الاستعمار الاسباني. نشرت صحيفة la vanguardia الاسبانية مقالا مطولا حول الفقيد المجهول المصير تحت عنوان : ” الزعيم الصحراوي الذي جعلته اسبانيا يختفي” واصفة الزعيم الوحدوري الراحل ب”الشبح” من الماضي الذي يطارد اسبانيا منذ سنة 1970 سنة إختفائه. و أورد المقال معطيات لم يسبق تداولها من قبل ، بخصوص مصير الفقيد . وذلك بناء على ما صرح به رئيس المخابرات الاسبانية في الصحراء ابان الاستعمار الاسباني. الذي أكد إعدام “بصيري” بواسطة الرصاص بمنطقة “لغراد” بضواحي مدينة العيون .

و أقر مسؤول المخابرات الاسبانية السابق أن جهاز المخابرات الإسباني تعمد نشر روايات تضليلية للتمويه على حادثة إعدامه. خوفا من حدوث تمرد جماعي بمنطقة الصحراء خاصة بعد الانتفاضة التي قادها الزعيم “بصيري” والتي تم تفريقها بالقوة واستعمال الرصاص الحي. قتل خلالها عدد من الصحراويين وسجن عدد كبير من المشاركين فيها، ومنهم “بصيري” قبل تصفيته جسديا.

الصحراوي,المخابرات,سنة,ابراهيم بصيري

و لم يتردد رئيس المخابرات في الإعتراف أن الإسبان قاموا بترويج معلومات مغلوطة حول مصير “بصيري”. وعن مساعدة بعض الصحراويين من العاملين مع اسبانيا آنذاك. على نشر الدعاية الاسبانية حول “بصيري” . ومن بين هؤلاء قياديون اليوم بجبهة البوليساريو . وذكر على الخصوص رواية محددة أرادت اسبانيا تعميمها بين الصحراويين.

الإسبان تعمّدوا التضليل

في ذات السياق أورد المسؤول الإسباني السابق أنه كان يتعمد في إحدى المرات وضع ملف حول “بصيري” على مكتبه. كتب عليه “سري للغاية “. وكان يذهب الى الحمام ويترك الملف عن قصد ليطلع عليه احد المكلفين بالترجمة من الصحراويين.  ليساهم في نقل ما تضمنه الملف من معلومات مغلوطة. يراد لها أن تصل الى الصحراويين الذين كانوا يسألون عن مصيره لتهدئتهم . واعطاءهم بصيص أمل أن “بصيري ” لا يزال على قيد الحياة.

وأقر رئيس المخابرات الإسبانية السابق ، انهم نشروا اخبارا تفيد بأن “بصيري ” شوهد في مدينتي أكادير وطانطان. في اشارة الى ترحيله الى المغرب ، قبل أن يعترف أن كل ذلك تضليل في تضليل. وأن بصيري قد تم إعدامه من طرف اسبانيا أياما بعد اعتقاله. وبأنهم أصلا كانوا يشكون في بصيري بمجرد دخوله الى الصحراء. ويعتبرونه مدعوما من المغرب بسبب أفكاره الوحدوية وثقافته العالية،

و أضاف المتحدث أن الإسبان كانوا يبعدون “ابراهيم بصيري” عن منطقة الصحراء كلما حاول الدخول اليها. وتحدث عن إبعاده عن المنطقة في مرة سابقة . قبل تدخل شيوخ القبائل الصحراوية. والسماح له بالدخول والتوجه الى مدينة السمارة. قبل أن يفاجؤوا بتجييشه للصحراويين قاطبة بمن فيهم العاملين مع اسبانيا في وقت قياسي. واقناعهم بالانتفاضة ضد الاستعمار الاسباني . والمطالبة بالوحدة مع المملكة المغربية بالنظر للروابط التاريخية والبيعة الشرعية مع ملوك المغرب.

تمّ إعدامه قرب العيون

وتضمن المقال المذكور، أمر اسباني مؤرخ بتاريخ 28 يوليوز 1970. أورده الكاتب الصحفي “توماس باربورو” في كتابه بعنوان “التاريخ المحظور للصحراء الاسبانية ”. وهو الكتاب الصادر سنة 2002, ويورد الصحفي في كتابه نسخة من تقرير حول تطبيق الأمر الاسباني بعد يوم واحد من صدوره. قائلا : ” في صباح يوم 29 يوليوز من عام 1970, تم اخراج المعتقل بصيري من الزنزانة بواسطة دورية تابعة لشرطة Tercio ، أخرجته الى ضواحي العيون . وتم اعدامه في الكثبان الرملية قرب مدينة العيون.”

مقال الصحيفة الإسبانية تضمن شهادة للدبلوماسي الاسباني السابق المتقاعد “فرانسيسكو بيلار”. الذي شارك في بعثة أممية الى مدينة العيون في ماي 1975. وعاد مقتنعا بوفاة الصحراوي “بصيري” ، وتحدث قائلا : ” أخبرني اثنان من الضباط الاسبان بوفاة بصيري. أحد الضباط برتبة مقدم، التقيتهما في كافيتيريا بالمدينة. وقالوا لي أن بصيري تم اعدامه ، وأثبتوا لي ذلك بالأدلة .

منتدى فورساتين علق على ظهور هذه المعطيات بعد مرور ازيد من نصف قرن بعد انكشاف الحقيقة. ان “بصيري” سيظل بطلا وحدويا ناضل من اجل وحدة المغرب وصحرائه. وسعى الى توعية الصحراويين بطرد الاستعمار الاسباني. لتنتقم منه اسبانيا بإعدامه، ثم إخفاء مصيره . واليوم ان كان هناك مطلب في قادم الايام. فهو الضغط على اسبانيا من اجل كشف رفاته، او مكان دفنه . ليتم تكريمه كزعيم وحدوي  و القطع مع المتاجرة في ملفه من طرف جبهة البوليساريو التي تزور تاريخه و تعتدي على تراثه.

عن موقع 24 ساعة