ستالينية إعلام النظام الجزائري أو دونكشيوط الجديد
عادت الماكينة الإعلامية بصيغتها الستالينية البائدة للاشتغال، لكن هذه المرة بتوقيع بليد وفج من طرف النظام الجزائري بفدلكة وتوظيب مفضوحين أمام المنجزات الرياضية والكروية المغربية المتتالية.
قد يكون العالم قد عرف شخصية دونكشيوط للروائي الاسباني سيرفانتيس والذي وصف من خلالها الحالة النفسية المضطربة لدونكيشوط، الذي كان يحارب الجميع بحث عن المجد من خلال توهمه أن يحارب الثنانين والدناصير التي لم تكن موجودة الا في خياله.. وبانعدمها جعل من الرياح والطواحين الهوائية أعداء له. وهو الذي كان يمني النفس بأن يصبح مثل الفرسان.. يحاربها بذراعه وسيفه.
الشاهد عندنا في هذه القصة العالمية والتي كتبها سيرفانتيس مطلع القرن 17 هو أنها تنطبق إلى حد كبير على نظام شنقريحة وجهازه الإعلامي.
نعم، جهاز بالمعنى الذي كان يضفيه المعسكر الشرقي على الإعلام والصحافة قبل سقوط جدار برلين، حيث كان نموذجا لفبركة الاخبار وتوجيه الرأي العام وتغليطه من خلال التكرار الرتيب للأخبار وتزييف الحقائق وقلب الروايات رأسا على عقب.
واليوم خرجت جريدة النهار الذراع الإعلامي النظام الجزائري، وصاغت قصاصة إخبارية تدعي من خلالها أن كل المنجز الرياضي والكروي الذي حققه المغرب راجع إلى أموال المخدرات بدعوى أن سعيد الناصري رئيس فريق الوداد متورط في قضية معروضة القضاء، وأنه مقرب من رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع وبالتالي تم ربط هذا بذاك واستنتجت القناة نيابة عن المغاربة الذين يهمهم الأمر أولا وأخيرا ونيابة عن العالم أن نجاحات المغرب سببها ترويج وبيع المخدرات.
صراحة، تصاب بالدوار والغثيان أحيانا وانت تقرأ أو تسمع مثل هذه الترهات التي لا يتقبلها عقل صبي لم يبلغ العاشرة من عمره فكيف بالراشدين؟.
ولنسهب قليلا بشرح الأمور بالخشيبات كما يقول المغاربة، لعل وعسى نصل إلى خيط ناظم لفهم ما يروجه هذا الذي يسمي نفسه إعلاما.
أولا هل للانتصارات على الميدان للمنتخبات المغربية المتتالية علاقة بين أرجل اللاعبين واستماتتهم فوق الملعب وترويج المخدرات علاقة؟
ثانيا: ما علاقة صداقة الناصري مع لقجع في ما تحرزه الجامعة الملكية من انتصارات؟ أين هو اللوجيك هنا؟
ثالثا: ما علاقة الصورة التي وضعتها القناة / الجهاز للقجع وغياب الناصري في مباراة كانت تجمع بين فريقي الرجاء البيضاوي ونهضة بركان برسم نهائي كأس العرش؟ ما دخل الوداد والناصري وتمرير جملة غياب الناصري؟.
ألا يعلم هؤلاء المداويخ أن القضاء يأخد مجراه في هذه المملكة بشكل طبيعي ولا يخلط الحابل بالنابل كما هو مشهود في سياسة الكابرانات الذين الفدلكة وظنوا أن الجميع يفعل فعلتهم؟