صدّقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يُدين الغزو الروسي لأوكرانيا، في خطوة وصفها الإعلام الدولي بـ”التاريخية”، فيما تَغيَّب المغرب عن جلسة التصويت، في موقف وُصف بالحياد الإيجابي للمملكة في النزاع.

واختارت الخارجية المغربية، أن تعتزل التصويت على القرار ولم تحضر الجلسة المذكورة، ومثَّل مادة للتحليلات السياسية والاستراتيجية، فيما أكدت خارجية المملكة أن قرارها يتّسق مع موقفها المعارض للمساس بالوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كسياستها التي تناهض استخدام القوة في حل الخلافات الدولية.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية في بيان، إن “عدم مشاركة المغرب في هذا التصويت لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بشأن موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين روسيا الفيدرالية وأوكرانيا”.

في هذا الإطار قال حسن بلوان المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، في تصريح ل”المغرب35″، أن معظم الدول المغاربية والعربية، التزمت الحياد من الحرب الدائرة في اوكرانيا.

وأوضح أن الموقف المغربي، كان  أكثر توازنا وحيادا عندما عبر عن قلقه البالغ من مسار الحرب، متمسكا بالحلول السلمية والمفاوضات لحل النزاعات لكنه في نفس الوقت مع وحدة الاراضي للدول الاعضاء في الامم المتحدة.

وأضاف المحلل السياسي، أن الموقف المغربي كان حذرا ومتوازنا خاصة مع حالة الاستقطاب الحاد بين روسيا والغرب، وقد تأكد موقف المغرب الحيادي بعدم حضوره لجلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة حفاظا على استقلالية قراره ووفاء لسياسته المبدئية بعد التدخل في النزاعات واستثمارا لسياسته الجديدة بتنويع الشركاء والانفتاح على جميع القوى المؤثرة غربا وشرقا.

يشار أنه من الدول العربية كانت سوريا هي المعارض الوحيد لقرار الأمم المتحدة المُدين للغزو الروسي لأوكرانيا وتهديد موسكو باستخدام الأسلحة النووية، فيما امتنعت كل من الجزائر والسودان والعراق عن التصويت عن القرار.