و نحن نرصد تحركات الغرب اتجاه الأزمة الروسية الأوكرانية سنسجل من بين ما سجلناه النفاق الغربي الذي لم يبرز فقط  يبرز فقط على مستواه الرسمي، بل امتد لمجتمعه المدني و الحقوقي…الذي ظل يعطي الدروس حول حماية حقوق الإنسان للعديد من الدول و يصدر تقاريره بمناسبة و بغير مناسبة لاستهداف دول، و المس  بمصالح دول بعينها ضمن أجندة دولية مرتبطة بالصراع آت الإقليمية حيث تكون الغلبة في هذه التقارير لكن يدفع أكثر، و من يمول أكثر.

هذا المجتمع الحقوقي الدولي خاصة امنستي و هيومن رايس ووتش الذي يخصص أمواله و إمكانياته البشرية و  بياناته لدعم ميليشيات الجبهة و يطالب تحت يافطة حقوق الإنسان بتوسيع مهمة بعثة المينورسو، و يطالب بتطبيق القانون الدولي الإنساني في الصحراء رغم أن المنطقة لا تشهد اية حرب…. و لا وجود لأي نازحين…حتى أنه في عدة مناسبة أراد تحويل نفسه لمجلس أمن موازي للأمم المتحدة،هو نفسه المجتمع المدني و الحقوقي الذي لم يتحرك طيلة هذا الأسبوع، دفاعا عن حق المدنيين الأوكرانيين في الحياة و السلامة…

و هو نفسه الذي لم يتحرك لدعم اللاجئين الفارين من الحرب…

و هو نفسه الذي لم يطالب بتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني على أوكرانيا و روسيا…

َ و هو الذي لم يصدر للآن أي رد فعل على قرار مجلس الأمن حول أوكرانيا…و لو يصدر أي موقف لحين أن يأتيه الضوء الأخضر من مموليه و محركيه.

انه النفاق يا سادة…

أنه درس في ازدواجية المعايير….

انه درس في كيف تدوس على كل القيم مقابل المصالح الدولية…

انها الخلاصة، خلاصة القول…لا أحد من الآن فصاعدا يمكنه أن يرفع أصبعه اتجاه المغرب و اتجاه قضيته الوطنية و اتجاه كل تحركاته الدبلوماسية و الميدانية في الأقاليم الصحراوية الجنوبية و في المنطقة العازلة جنوبا و نتمناها  أن تكون شرقا حيث المنطقة العازلة التي هي أراضي مغربية.

لا أحد يمكنه أن يُشهر علينا ورقة التقارير الحقوقية الدولية…. لأنهم منافقون، و لأنهم أداة في لعبة مصالح دولية، و لأن لهم ارتباطات إقليمية يمكنها أن تشرعن الغزو و الاحتلال و أن تغمض عينيها على قصف المدنيين و اللاجئين مقابل الغاز و عائدات و مصالحه.

كنا دائما ننعتهم بغير المحايدين…..

و كان البعض ينعتنا بالطبالين و الممخزنين….

و ها هي أحداث أوكرانيا تؤكد ما كنا و كنت شخصيا اذهب إليه، هذا المسمى بالمنظمات الدولية الحقوقية امنستي و هيومن رايس ووتش.. و… …. مجرد أدوات من أدوات الصراع الدولي لا أقل و لا أكثر.

إن كان هناك من حسنات لهذه الأزمة هي أنها عرت هذه المنظمات و لم تكشف فقط عن عجزها، بل عن كونها محرد سوط في يد أنظمة و مصالح و لوبيات مالية و سياسية تريد توجيه الرأي العام الدولي نحو قضايا محددة و نحو افتعال أزمات في مناطق محددة.