لم يعد يلعب نهر أم الربيع الممتد على طول 600 كلم والذي يخترق مدينة قصبة تادلة ، الدور المنوط به في تلطيف الأجواء سيما خلال فصل الصيف ،حيث كانت تلتجئ له ساكنة المدينة والمقدرة بحوالي 50 ألف نسمة لكن مشكل التلوث أصبح يعيق هذا النهر في تأدية وظائفه البيئية والتي تتجلى مشاكلها – حسب العديد من المواطنين – في أسباب التلوث التي تكمن في ازدياد صبيب المياه العادمة بالنهر التي تبلغ 15 مصب وأضرها مصب مجزرة البلدية الكائنة قرب مقر الخيرية الإسلامية ، طرح بقايا المجزرة البلدية والنفايات والأزبال في النهر إضافة إلى انخفاض حجم مياه النهر وضعف سرعته الناتج عن قطع مياهه لملء سد أيت مسعود القريب من المدينة .

واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن كل هذه الأسباب نتج عنها في وقت سابق تسجيل عدة حالات من أمراض الأطفال الناتجة عن السباحة في النهر في فصل الصيف بالمستشفى المحلي مولاي إسماعيل ، و إصابة الحيوانات منها المواشي بأمراض الإسهال عند شربها ماء النهر وقد أدى إلى وفاة بعضها، كما أن السكان المجاورين للنهر يشتكون في الصيف من لسعات البعوض ليلا والذباب نهارا ولسعاتهما تؤدي في بعض الأحيان إلى طفحات جلدية لاتشفى بسرعة وانقراض أشكال معروفة من الأسماك مما يحرم مصدر رزق بعض الصيادين التادليين وحرمان سكان المدينة من أكلة وجبة أسماك النهر، وكذلك العيون التي تصب في النهر والتي أصبحت مياهه غير صالحة لشرب ولا لتنظيف الملابس و الصوف و القمح ….، بالإضافة إلى كثرة الروائح الكريهة المنبعثة من النهر في الصيف والتي تتسبب بالنسبة للمارة والسكان بالغثيان.

في نفس السياق ولتجاوز هذه الوضعية الكارثية أفاد أحد الباحثين في مجال البيئة بالمدينة، ل”المغرب 35″، أنه من بين الحلول لهذه المعضلة يجب توعية السكان من طرف الجمعيات المدنية العاملة في هذا المجال أو السلطات المعنية ، وفرض عقوبات مالية في حالة مخالفة القوانين المنظمة للبيئة لكن من بين الحلول الجوهرية للحد من تلوث نهر أم الربيع هو معالجة مياه الصرف الصحي بطريقة عصرية.