كشف عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن حزبا تعرض لانتكاسة من حجم ما وقع لحزبه في الثامن من شتنبر وما زال يعقد مثل هذه الاجتماعات، فإن ذلك مبعث للسرور ويدل على أن الحزب ما يزال حيا، لأن الحياة لا تقاس بعدد البرلمانيين أو المستشارين على أهمية ذلك، ولكن بالقدرة على استئناف العمل وأخذ المبادرة.

وأكد ابن كيران، خلال اللقاء الذي جمعه مع أعضاء اللجن الدائمة للمجلس الوطني للعدالة والتنمية عن بُعد أمس السبت، في إطار الإعداد للدورة العادية للمجلس نهاية الأسبوع المقبل، أن الحزب ما زال يشتكي من النتائج الانتخابية ولم يتجاوزها بعد، وهي بلا شك فيها دور مهم للعامل الخارجي الذي أُعد له منذ مدة طويلة، فليس منطقيا ذلك السقوط من الرتبة الأولى إلى الثامنة ومن 125 مقعد إلى 13 مقعدا، وأن القيادة تحملت مسؤوليتها عما وقع، قائلا في هذا الصدد: ” الذي يهمنا الآن هو ماذا سنصنع بالحزب وهل ما زال صالحا للقيام بأدواره؟ .. وأقول هناك أمل في الحزب.. وهو ضروري لبلدنا.. وخصوا ما يطلق” يضيف ابن كيران.

و في تصوره للمستقبل، يرى ابن كيران أنه يجب تصحيح بعض الأمور وكأن الحزب سيبدأ من جديد، وإعادة طرح الأسئلة الأساسية، وطرح الإشكالات المطروحة بالنسبة للوطن على قدر إمكانات الحزب وأطره وإنتاج مادة حقيقية ونشرها وتجميع الناس حولها جهد المستطاع، مع الإبقاء على التدافع على المستوى السياسي بما يلزم، خصوصا وأن العالم كله يعاد تشكيله وكل جهة تسعى للدفع في اتجاه مصالحها، مشيرا بالقول: علينا “أن نحافظ عل دولتنا وبلادنا وعلى وجودها ومؤسساتها”، مضيفا أن النصر في هذا الطريق ليس بعدد المقاعد أو الامتيازات، ولكن أن يكون “لدينا شعور بأننا لم نقصر في إدراك الصواب وفي بذل المجهود المطلوب في تحقيقه”.

وبخصوص السؤال الذي يطرح البعض “هل الدولة تريدنا أم لا تريدنا؟”، يقول ابن كيران “هاذاك شغلها”، والدولة حرة في اختياراتها كما لها منطقها الخاص، والتاريخ أثبت أنه كان “لنا دور وقمنا به على أكمل وجه”، فأصعب أزمة مرت بها الأمة منذ 67 كانت أزمة الربيع العربي، وقد ساهم الحزب مع الملك وأطراف أخرى في تجاوزها.. و”نحن أحرار أيضا وتجربتنا قامت على جهودنا الفردية واجتهاداتنا..فنحن لم يصنعنا الحسن الثاني أو ادريس البصري.. نحن تجربة من تأسيس عبد الكريم الخطيب وعبد الله باها وعبد الإله ابن كيران ومن كان معهم ..”،مضيفا أنه كأمين عام يعاني لكنه سعيد لأنه يشعر أنه يخدم أمته، وأنه” إذا احتاجتنا بلادنا ستجدنا دائما في الخدمة”.