بعد مرور سنتين تقريبا على إغلاق الحدود البرية و البحرية بسبب تداعيات جائحة كورونا، لا تزال السلطات الإسبانية تنتظر مبادرة مغربية لإعادة فتح حركة مرور المسافرين عبر موانئ الجزيرة الخضراء و طريفة، لإنقاذ ما تبقى من الشركات ذات صلة بقطاع السياحة و الملاحة و الخدمات.

صحيح أنه لم تتوقف حركة البضائع مع المغرب عبر مضيق جبل طارق في أي وقت في كلا الاتجاهين، كما احتفظ المغرب بحركة نقل الركاب مع بعض الموانئ في فرنسا وإيطاليا، إلا أنه من جهة إسبانيا، لا يزال ميناء طريفة  مغلقًا، وهو ما يتسبب في خسائر تقدر بمئات الملايين من اليورو.

فالوضعية الراهنة في المدن الإسبانية المجاورة للموانئ المتأثرة بهذا الإغلاق “مقلقة للغاية”. فحسب المعطيات المتاحة من قبل شركات الشحن عبر مضيق جبل طارق، فإن الخسائر تقدر ب 500 مليون أورو، بالإضافة إلى آلاف الوظائف التي تم فقدانها، كما أنه لم تعد هناك قدرة خلق مناصب شغل قارة منذ مارس 2020.

و وفقًا لرئيس هيئة ميناء  Bahía de Algeciras ، جيراردو لاندالوسي، فإنه “بعد قرابة عامين من انقطاع الاتصال البحري للمسافرين مع موانئ طنجة المتوسط و طنجة المدينة، لا يزال الوضع مقلقًا للغاية للعاملين والشركات التي تشتغل في هذا القطاع”.

و يعبر المسؤول الإسباني عن أمله في أن يسمح الوباء “باستئناف سريع للنشاط لأن الوضع الاقتصادي أصبح مزعجا”.  فمنذ مارس 2020 ، توقف موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة عن استقبال 10 ملايين مسافر ومليوني عربة.

وكان لإلغاء عملية مرحبا أثر كارثي على موانئ الجزيرة الخضراء و طريفة، حيث فقدت فقط كمداخيل الضرائب حوالي 40 مليون.

 

نزيف وكالات السفر

بالإضافة إلى شركات الشحن و النقل البحري، فقطاع وكالات الأسفار أصبح على وشك الانهيار في المنطقة.

وعبر خوان بارادا، رئيس اتحاد وكالات الأسفار في ميناء الجزيرة الخضراء، عن ما وصفه “بالمعاناة القصوى”، وذلك بعد إغلاق 13 وكالة لأبوابها منذ مارس من سنة 2020، وبالتالي فقدان أكثر من مائة منصب شغل.

“إعادة فتح المجال الجوي المغربي لا يفيدنا ولا يضرنا. لقد أغلقنا أبوابنا منذ ما يقرب من عامين وبدون دخل، حتى يتم إعادة حركة المسافرين البحرية، سوف نستمر على هذا النحو. نحن قلقون للغاية لأننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل” يضيف بارادا.

ولمعرفة حجم الخسائر التي تكبدتها وكالات الأسفار الإسبانية بالمنطقة، قال بارادا أن “كل الوكالات المغلقة حاليا كانت  تحقق مبيعات تقدر بأكثر من مليوني أورو كل عام قبل أن  تصاب بالشلل الكلي” بعد توقف حركة نقل المسافرين مع المغرب.

وعبر المصدر ذاته عن سخط كبير داخل الهيآت المتضررة من قرار الإغلاق حول تدبير الحكومة الإسبانية لهذا الملف، مطالبا سانشيز بالتدخل، مبرزا أن تأخر عودة حركة مرور المسافرين، مرتبط بالصراع السياسي القائم بين المغرب و إسبانيا، واستمراره إلى يومنا هذا “لا علاقة له بالجائحة”.