وجه الملك محمد السادس، خطابا في القمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي السادسة، التي انطلقت أشغالها أمس الخميس ببروكسيل، حيث أكد أن ضمان التعليم وتسريع وتيرة التكوين والتشغيل لفائدة الشباب، والنهوض بالثقافة، وتنظيم الهجرة وتنقل الأشخاص، يعد رهانا أساسيا للشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.

وحمل خطاب الملك، في القمة المذكورة، مجموعة من الرسائل الإيجابية حسب متتبعين للشأن السياسي، حيث سارت في اتجاه السياسة الخارجية للمملكة.

في هذا الإطار، قال حسن بلوان أستاذ العلاقات الدولية في تصريح ل”المغرب35″، أنه قبل الحديث عن الخطاب الملكي الذي ألقاه وزير الخارجية المغربي في القمة الافريقية الاوربية، تجدر الإشارة الى أن هذه الأخيرة تنعقد في سياق إقليمي ودولي استثنائي يطرح تحديات كثيرة على القارتين، خاصة إذا استحضرنا التوتر في القارة الأوربية بسبب الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى توترات كثيرة تشهدها منطقة الساحل والصحراء في إفريقيا، زد على ذلك الصراع والتنافس بين القوى العظمى خول القارة السمراء مع تزايد وتمدد النفوذ الصيني فيها.

وأوضح المحلل السياسي، أنه في هذه الظروف يحضر المغرب كلاعب رئيسي في منطقة غرب حوض المتوسط، بالإضافة الى أنه حلقة وصل حصرية للعلاقات بين القارتين بحكم قربه الجغرافي وبحكم ديناميته الفاعلة داخل الاتحاد الإفريقي وشراكاته الاستراتيجية مع الاتحاد الاوربي.

وأضاف، أنه بالعودة الى الخطاب الملكي في هذه القمة، يتضح بجلاء أنه تضمن مجموعة من الرسائل الايجابية في الاتجاهين، كما أنه شدد على الانتماء الجذري للقارة الافريقية وتثمين العلاقات المتقدمة مع القارة الاوربية.

وكعادته، يوضح بلوان، جاء الخطاب الملكي صادقا منسجما مع السياسة الخارجية للبلاد الوفية لمصالح القارة الافريقية، مشددا، على أن تنمية هذه القارة يجب أن يقوم بها الأفارقة مستلهما حكمته المشهورة “افريقيا للأفارقة”.

وأكد المحلل السياسي في تصريحه للموقع، أن الخطاب الملكي أمام القمة الافريقية الاوربية، استحضر ريادة المغرب في مجال الهجرة باعتباره بلد عبور وإقامة، وبحكم احتضانه أيضا للمرصد الافريقي للهجرة كمنصة استراتيجية لإيجاد الحلول للهجرة التي يمكن أن تتيح فرصا اقتصادية وتنموية هائلة لبلدان الاستقبال وكذلك بالنسبة لبلدان الارسال.

وبالتالي، يضيف بلوان، سلط الخطاب الملكي في هذه القمة الضوء على مكانة المغرب وتجاربه في مجموعة من القضايا والمجالات ذات الاهتمام المشترك بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى إبراز الادوار الطلائعية التي تضطلع بها المملكة المغربية في الحوار بين الشمال والجنوب من خلال الشراكات الاستراتيجية على المستوى الثنائي أو الجماعي افريقيا وأوروبيا، وهو الذي مكن المغرب من أن يحظى بصفة الشريك الموثوق به وذي المصداقية العالية في مثل هذه المحافل الدولية رغم مناورات الخصوم وأعداء الوحدة الترابية.