تستمر الأزمة بين إسبانيا والمغرب دون الإفراج عن صورة واضحة لكيفية نهاية هذا التوتر، خاصة مع استمرار إدارة سانشيز في الإصرار على دعم انفصاليي البوليساريو.

المشهد الأخير لهذه الأزمة الطويلة، تمثل في استقبال بيدرو سانشيز، لزعيم جبهة البوليساريو، في إطار قمة الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي. إجراء يوضح مرة أخرى عدم كفاءة سانشيز في إدارة هذا الملف. من الجانب المغربي، مثل هاته التصرفات الطائشة لزعيم الحكومة الإسبانية لم تعد مقبولة، وهو ما يعقد أكثر التنبؤ بمستقبل العلاقات بين البلدين.

الاشتراكي رافائيل إسبارزا، الخبير في العلاقات الإسبانية المغربية في تصريح لـ “Lemaroc35″، عبر عن قلقه حول مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، حيث صرح بأنه “من الصعب الحديث عن عودة طبيعية للعلاقات في المستقبل القريب”. “تجديد العلاقات ستحددها رؤية البلدين مع إعطاء أولويات لمصالحهما الخاصة”، يضيف إسبارزا.

الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) بجزر الكناري، قال بأن “المغرب بعد استرجاع وحدته الترابية و مع مرور الوقت أصبح يحتل موقعا مهما على الصعيد الدولي، خصوصا بعد تعزيز موقعه كشريك للاتحاد الأوروبي”، مبرزا الدور الذي قد تلعبه هاته الشراكة في تقريب وجهات النظر مع إسبانيا، لتحقيق المصالحة المنشودة.

وبخصوص الصمت الذي رافق لقاء بيدرو سانشير بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أضاف المتحدث ذاته بأنه من الطبيعي التكتم في مثل هاته الحالات “لأنه هناك العديد من الأمور التي لم يتم الحسم فيها”، ومن المستحسن عدم التطرق لكيفية الخوض فيها، باللجوء إلى مبدأ “انتظر و شاهد Wait and See”، خصوصا بالنسبة للحكومة الإسبانية، لأن علاقة موقفها بقضية الصحراء، لا تزال مرتبطة بموقف الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة.

المعطيات المتاحة في الساحة السياسة الإسبانية تتحدث عن تزعم الحزب الشعبي للانتخابات التشريعة المقبلة، خلفا لحكومة سانشيز التي تشهد صراعات داخلية، والتي فشلت في العديد من الملفات، مثل ملف الطاقة، سوء إدارة أزمة كوفيد-19، و السياسة الخارجية.

في هذا الصدد، رافائيل إسبارزا، رغم إنتمائه السياسي، يساند فكرة عودة العلاقات الطبيعية بين المغرب و إسبانيا مع قدوم حكومة جديدة للبلاد. ويضيف: “يمكن القول أنه مع تغيير محتمل للحكومة الحالية سنة 2023، أن تضخ دماء جديدة فيما يتعلق باتخاد قرارت جريئة، و فرص تعاون مبتكرة”.

في الأخير، شدد إسبارزا على ضرورة عودة العلاقات الاقتصادية، والتي تعتبر محرك العلاقات الثنائية بين البلدين، رغم تأكيده على أنه في الوقت الراهن، الحديث حول نهاية الأزمة يعد جد مستبعد.