ووري جثمان الطالب الجزائري، محمد عبد المنعم طالبي، الثرى، يوم الأحد، بمقبرة خاركيف بأوكرانيا. وذلك بعد أكثر من شهر على مقتله برصاص أحد القناصة وسط الحرب الروسية الأوكرانية.

وتكفلت إحدى الجمعيات الإسلامية بإجراءات استخراج الجثة من مصلحة حفظ الجثث بمسشفى المدينة. ثم نقلتها على متن سيارة خاصة إلى المقبرة.

وقد انتظرت عائلة الطالب الجزائري أكثر من شهر على أمل أن يتم نقل جثمان ابنها إلى الجزائر. لكن ظروف الحرب حالت دون ذلك.

وفشلت كل الجهود في إعادة الجثمان إلى الجزائر، بما فيها جهود الدبلوماسية الجزائرية نظرا للتعقيدات الإدراية. وطول المسافة البرية بين مدينة خاركيف والحدود البولندية، مع صعوبة التنقل في ظل الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المنطقة.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أن الأوضاع الأمنية في أوكرانيا، هي التي حالت دون إعادة جثمان الطالب. رغم التواصل مع المسؤولين الأوكرانيين في مستشفى خاركيف الذين تعهدوا بعدم دفن الجثمان دون ترخيص من عائلته.

واستسلمت عائلة الطالب، على رأسها والده الدكتور عبد المنعم للأمر الواقع. فتقرر إكرام الميت من خلال دفنه، في ظل استحالة نقل الجثة إلى الجزائر أو أي مكان آخر خارج خاركيف.

وتوفي الشاب محمد عبد المنعم طالبي في أوكرانيا، يوم 26 فبراير، وهو أول رعية جزائري يلقى مصرعه في حرب أوكرانيا.

ويبلغ الشاب 25 عاماً، وقد سافر لأوكرانيا من أجل الدراسة حيث تخصص في مجال هندسة الطيران.

وأكد عمه كمال طالبي، أن مراسيم الدفن تمت بالتنسيق بين الجمعية ووالده الذي قام بدفع مصاريف العملية.

وأشرف أربعة أشخاص على نقل الجثة من المستشفى وفق الطريقة الإسلامية إلى مقبرة خاركوف، بعد أن تم غسلها وتكفينها وقراءة الفاتحة.