ظهر الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، و الأمير مولاي رشيد مساء السبت بالإقامة الملكية بسلا. بحيث أقام مأدبة إفطار على شرف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي. خلال هذا الاستقبال و كما هو مألوف، تابع المغاربة لباس ملكهم بشغفهم المعهود و إطلالته الفخمة . و خصوصا بعد أن كانوا قد تعوّدوا على رؤيته في رمضان مباشرة على شاشات التلفزة خلال فعاليات الدروس الحسنية الرمضانية. و هو ما لم يتحقّق هذه السنة للمرّة الثالثة على التوالي بسبب تداعيات الجائحة.
إطلالة جلالة الملك هذه المرّة تميّزت بظهوره بلباس تقليدي أنيق جدا أثار إعجاب المغاربة. و معلوم أنّ أسلوب ملابس الملك يؤثّر في الذوق العام السائد في المغرب.
واستقت lemaroc35.ma رأي السيّد سعيد.د، و هو خيّاط ملابس تقليدية رجالية في مدينة القنيطرة، الذي صرّح للموقع بأنّ بعض الزبائن يحملون له صورا للملك محمد السادس و يطلبون منه خياطة جلاليب و جابادورات تشبه تلك التي يلبسها في مختلف المناسبات.
الخياطة المخزنية
و يتميّز لباس الملك محمّد السادس بأسلوب خاص. سواء تعلّق الأمر بأنواع الأثواب أو “الفصالة” أو اختيار الألوان. و على عكس الراحلين محمّد الخامس و الحسن الثاني و الملوك العلويين السابقين، الذين كان أغلب لباسهم التقليدي ذو لون أبيض أو لون موحّد monochromatique، فالأكيد أنّ اللباس التقليدي للملك محمّد السادس يحمل بصمة خاصّة تعكس، من جانب، ذوقه الشخصي الفخم المحبّ للألوان المتناسقة ، و من جانب آخر، بصمة تساير أساليب جديدة تخلق اتّجاهات غير مسبوقة nouvelles tendances في موضة اللباس التقليدي المغربي.
تقاليد عريقة
في كتابه “خياطو السلطان. مسار عائلة يهودية مغربية” لكاتبه ألبير ساسون الصادر سنة 2009، يؤكّد هذا الأخير بأنّ عائلته توارثت خياطة اللباس التقليدي للملوك العلويين جيلا بعد جيل. فابتداءا من عام 1877، سيصير أبراهام ساسون خياطا للسلطان الحسن الأول. ليستمرّ في مهمته خلال حكم مولاي عبد العزيز، مولاي حفيظ ومولاي يوسف، ثم محمد الخامس . وسيخلفه صهره حاييم بوطبول في مهمّته ليواصل آل بوطبول عملهم في بلاطي الملكين محمد الخامس والحسن الثاني.
“ملك الموضة”. هذا هو اللّقب الذي أطلقته مجلّة “جون أفريك” الفرنسية سنة 2017 على العاهل المغربي . و لا شكّ أنّ المعمل l’atelier الذي يتفنّن في الاشتغال على إنجاز ملابس الملك محمد السادس يستحقّ التنويه . و من شأن هذه الإطلالات الحفاظ على هوية و أصالة اللباس التقليدي المغربي و كذا إضفاء لمسة من الحداثة تزيد رونقا.
الإشعاع الذي تخلّفه الإطلالات المتفرّدة للملك محمّد السادس دفع بالعديد من رواد منصات وسائل التواصل الاجتماعي لخلق مجموعات متخصّصة لتتبّع جديد لباس العاهل المغربي التقليدي و لا يتردّدون في التعبير عن إعجابهم الكبير به و وصفه ب “الأنيق” و “الأصيل”.
