لا يختلف اثنان في الإقرار بحجم التضحيات الجسيمة التي تم من خلالها بناء جنوب افريقيا الحديثة وما رافق ذلك من كفاح ونضال مستمرين دام لعقود طويلة.

لكن الغريب والعجيب أن نجد هذا البلد يعاود نفس الكرة في تناقض صارخ من خلال دعمه لمرتزقة ما يسمى ب”البوليزاريو”. والذي يعد من أبرز الداعمين له. مما يضرب مصداقية بلاد نيسلون مانديلا في الصميم. فكيف بدولة تدعي التقدمية والحداثة أن تقوم بدعم كيان إرهابي تخريبي؟

إنها تساهم بذلك بمعاداة المغرب والمنطقة عموما. مما يفند كل التفنيد شعارات الديمقراطية التي يرددها هذا البلد دون كلل أو ملل. كما أن أنها لم تأخذ أي عبرة من الدول التي كانت تدعم كيان المرتزقة. ولكنها سحبت اعترافها ومنها دول حليفة لها، يتنوع توزيعها الجغرافي بين افريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى والكاريبي …

وبمثل هذه المواقف الارتجالية فهي تساهم بشكل مباشر في التفرقة وضرب الوحدة الافريقية. والتي لا تتوانى في أن تكون من الرعاة الرسميين لذلك الكيان التخريبي في مختلف المنظمات والمحافل. ومن أبرزها الاتحاد الافريقي اذ لعبت دورا رئيسيا ومؤثرا في حضور ذلك الكيان التخريبي  خلال القمة المشتركة بين الاتحاد الافريقي ونظيره الأوروبي مؤخرا ببروكسيل.

وهذا الاصطياد في الماء العكر يأتي بالتنسيق طبعا مع جهات معروفة بأهدافها التخريبية ودعهما لنفس الكيان. حيث أصبح هذا التحالف الرباعي يشكل خطرا محققا على المنطقة ككل وعلى المنظمات الدولية. وعلى رأسها الأمم المتحدة، فتح تحقيقات في مجموعة من الجرائم والتجاوزات والتي لا تعترف نهائيا بحقوق الانسان وبالطفولة أيضا. وتشكل خطرا أمنيا بالمنطقة . ومنها تورطها في تجنيد أطفال وقاصرين في معسكرات واستغلالهم في عمليات ارهابية، مما وجب معه الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه الاتجار بالطفولة البريئة وبمستقبل الغد.

وأيضا وجب على القوى الكبرى دون استثناء لعب دور ايجابي في هذا الملف الانساني العادل. كما تقوم بالتدخل الايجابي في ملفات مشابهة. والضغط الايجابي على جنوب افريقيا التي تغولت وبرز طابعها الامبريالي بجلاء.

إن على هذا البلد أن ينسجم أكثر مع نفسه، حتى تكون تصرفاته وقراراته في انسجام مع ماضيه. بدلا من التناقض المستمر، إن هو اراد الحفاظ على توازنه السياسي اقليميا ودوليا.

 

بقلم:

منير دوناس من المغرب
باحث وممثل شمال افريقيا في برلمان الشباب الافريقي