اهتزت جماعة ولد نوال بدائرة الخنيشات إقليم سيدي قاسم، صباح السبت، على وقع جريمة بشعة . ذهب ضحيتها زوج من مواليد سنة 1979، على يد زوجته التي تصغره بسنة واحدة. وتمكنت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي الخنيشات. بتنسيق مع سرية الدرك بسيدي قاسم من اعتقال المتهمة ووضعها رهن الحراسة النظرية من أجل البحث. و الذي يشرف عليه الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة.

وأفرزت الأبحاث الأولية معطيات صادمة حول تفاصيل الجريمة، التي ارتكبتها الظنينة في حق زوجها وأب أولادها الثلاثة. حيث كشفت التحريات أنها أقدمت على قتل زوجها شنقا، ليلة الخميس الماضي. مستغلة خلوده إلى النوم، بسبب العياء المترتب على حالة السكر الشديد التي كان عليها. حيث لفت خيطا بلاستيكيا سميكا على عنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. قبل أن تقوم بدفن جثته في جنح الظلام بالقرب من منزلهما. وسط اندهاش المحققين والمواطنين الذين عاينوا تفاصيل استخراج الجثة من قدرة المتهمة على حفر قبر. ودفن الضحية ليلا مباشرة بعد قتله، دون أن ينتبه إليها أولادها والجيران.

تفاصيل صادمة

تفاصيل إضافية حول الجريمة، تفيد بأن والد الضحية تردد على المنزل يومي الخميس والجمعة الماضيين من أجل السؤال عن ابنه. و الذي لم يكن يرد على المكالمات الهاتفية. حيث أخبرته الزوجة أنه قرر، ليلة الخميس المنصرم، السفر مع صديق بشكل مفاجئ. مضيفة أنه امتطى معه السيارة مباشرة بعد عودته إلى المنزل وأخبرها بعدم العودة إلى الدوار. لكن الأب استغرب لردود الزوجة بكثير من الشك، خاصة بعد منعه من التجول برحاب البيت، أو النبش في متعلقات خاصة بابنه. وتضاعفت شكوك والد الضحية، بعد منعه من الدخول الى مكان مخصص للبهائم والمواشي (كوري). حيث لاحظ مخلفات حفر وأتربة إضافية مركونة في الزاوية. ما دفعه إلى تقاسم الشكوك مع ابنه البكر، وإخطار السلطة المحلية والدرك الملكي.

وأكدت مصادر خاصة بـ«الأخبار» أنه فور الاستماع إلى الزوجة، اعترفت بكل التفاصيل، مؤكدة أنها قامت بتصفية زوجها مباشرة بعد عودته إلى المنزل. ودفن جثته بجوار البيت. وكذا التخلص من الحبل البلاستيكي الذي استعملته في شنق شريك حياتها خلال اليوم الموالي، بأحد الوديان المجاورة للدوار. وبعد التنسيق مع النيابة العامة المختصة، حلت عناصر الدرك الملكي بعين المكان، مرفوقة بمسؤول قضائي من أجل استخراج الجثة، بحضور المتهمة التي حددت موقع دفنها. حيث تم نقلها إلى المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، من أجل إجراء التشريح الطبي ومعرفة ملابسات الجريمة. في انتظار عرض الظنينة على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة. من أجل متابعتها بالتهمة المنسوبة إليها التي قد تمتد إلى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والتنكيل بالجثة.

هل قامت الزوجة بالجريمة بمفردها؟

كما يرتقب أن تكشف التحقيقات عن معطيات جديدة حول تفاصيل الجريمة التي لم ترد في تصريحات المتهمة، المرتبطة تحديدا بفرضية استفادتها من مساعدة شخص أو أشخاص آخرين في تنفيذ الجريمة، أو عدم التبليغ عنها. خاصة أن أطوارها كانت موزعة بين قتل الضحية ودفن جثته. بعد عملية حفر مضنية تبدو أنها تتجاوز قدرات امرأة. فضلا عن سرعتها في التخلص من أداة ومخلفات الجريمة وعملية الحفر.

المعطيات المتداولة بين أهالي الدوار تفيد بأن الزوجين كانا يتنازعان بشكل دائم، حيث امتدت هذه النزاعات إلى القضاء أكثر من مرة. واشتد الصراع أخيرا، بعد رفض الزوج الضحية الموافقة على مشاركة زوجته في القرعة التي تخول السفر إلى إسبانيا للعمل في حقول «الفراولة». قبل أن تضع المتهمة حدا لهذه النزاعات، ليلة الخميس الماضي، بتصفية زوجها شنقا ودفن جثته بجوار المنزل الذي جمعهما كزوجين لمدة عقدين، وأنجبا به ثلاثة أبناء.