بعد انقضاء مونديال قطر أصبح أمرابط واحدًا من الأسماء الذي سيتذكرهم الجمهور العالمي الذي شاهد البطولة و الجماهير المغربية على حدٍ سواء. و أصبح من الأسماء اللامعة صاحبة الجماهيرية في تشكيلة المغرب.

دخول سُفيان إلى مخططات منتخب المغرب في الفترة الأخيرة. بمثابة علامة فارقة في مشواره حيث كفل له ذلك جماهيرية أوسع في تلك التظاهرة العالمية. كلاعب وسط له دور مهم أظهره من قبل في الأندية التي لعب بها في أوروبا. وقد انخرط جيدًا في المجموعة التي هي خليط ما بين اللاعبين المولودين داخل المغرب أو خارجها. مثل نايف أكرد وأشرف داري وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري. أو المولودين في فرنسا. مثل سفيان بوفال ورومان سايس أو المولودين في هولندا مثل أمرابط وحكيم زياش ونصير مزراوي.

 

بدأ سُفيان المولود في العام 1996 اللعب في أكاديمية دزيدفوخوس الهولندي في بلدية هوزين التي ولد بها ثم فريق أوتريخت. ولعب لفرق فايينورد وكلوب بروج قبل أن ينتقل إلى هيلاس فيرونا في الدرجة الأولى الإيطالية. قبلها كان سفيان أمرابط ينال اهتمام مسؤولي الجامعة المغربية . و الذين دأبوا على محاولة إقناعه باللعب بقميص منتخب أسود الأطلس الأول. وكان اللاعب قد مثل منتخب هولندا تحت 15 عامًا في 4 مناسبات ولعب أيضًا لمنتخب المغرب تحت 17 عامًا وللمغرب تحت 23 عامًا. لكنه كان يحتاج لبعض الوقت للمفاضلة ما بين تمثيل المغرب أو هولندا.

وكان فوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية، قد تحدث مع شقيقه الأكبر، نور الدين أمرابط لإقناع سفيان بتمثيل المنتخب المغربي الأول. بعد أن كان قد رفض دعوة هيرفي رونار قبل ذلك. وتمت دعوته لحضور مباراة المغرب أمام الغابون في تصفيات كأس العالم 2018.

في نفس الوقت حاول ديفوك أدفوكات مدرب منتخب هولندا في ذلك الوقت إقناع سفيان أمرابط باللعب لمنتخب الواحين. لكن بعد تواجد أمرابط في المدرجات ورؤية الأجواء الصاخبة قرر إعلام أدفوكات بأنه سيمثل المغرب. وانتهت القصة بقرار أمرابط بتمثيل المغرب مثل شقيقه نور الدين.

تواصل التألّق

واصل سفيان إظهار قوته على الميدان حينما انتقل إلى فيورنتينا في عام 2020 . وجاءت له الفرصة لإظهار ما يملكه من سمات خاصة مع منتخب المغرب في كأس العالم 2022 إلى الحد الذي أدهش به الجميع.

تكمن قوة أمرابط في قدرته على الالتحامات البدنية ولكن ليس هذا فقط. فهو لاعب يملك الرؤية الجيدة للملعب ويوزع التمريرات. كما نجح في عدة مباريات للمغرب في مونديال قطر في تغطية الكثير من المساحات . مع أوناحي وأملاح وآخرين. ووقفوا سدًا منيعًا أمام هجمات الخصوم.

لدى سُفيان أمرابط في مباريات كأس العالم بعض الإحصائيات البارزة التي تؤكد قوة الأداء. فقدم 143 تمريرة ناجحة. دقة تمرير 87%، 33 عملية استرداد و 6 اعتراضات ناجحة.

واجه أمرابط نُخبة اللاعبين في خط الوسط بمنتخبات بلجيكا و كرواتيا. وعمل بقوة على ضمانة الحيوية وسرعة افتكاك الكرات مع الضغط على المنافسين. وتواصل الأداء المميز لخط وسط المغرب بقيادته أمام أحد أكثر الفرق هيمنة على الكرة وهو منتخب إسبانيا. وحتى أمام منتخب البرتغال الذي هزمه المغاربة على ملعب الثمامة. و الذي يتوفر لديه أسماء مثل برونو فيرنانديز وبيرناردو سيلفا نجوم الدوري الإنجليزي.

 

لاقى أداء أمرابط استحسان الجميع من داخل عالم مونديال كرة القدم وخارجه. فأثنى عليه زلاتان إبراهيموفيتش نجم السويد وميلان وكذلك وجه له الرئيس الفرنسي ماكرون تحية خاصة بعد خسارة المغرب في المباراة النصف نهائية أمام فرنسا. ووصفه بأنه أفضل لاعب وسط في البطولة.

رصد المعربية