تنزيلا ل”وعودها والتزاماتها”، أطلقت حكومة عزيز أخنوش، النسخة الثانية والأخيرة من برنامج “أوراش” والذي يهدف إلى خلق 250000 فرصة عمل “مؤقتة” خصصت له ميزانية 4،5 مليار درهم. فالحكومة، ومن خلال برنامج “أوراش” بنسختيه، راهنت على خلق برنامج مبتكر، يروم مواكبة المقصيين من سوق الشغل، والفئات المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد-19، عبر تعزيز قابليتهم للتشغيل وتعزيز حظوظهم في الإدماج المهني. ولتحقيق هذه الأهداف خلقت الحكومة شراكات ترابية مع العديد من  القطاعات الوزارية، المؤسسات العمومية، الجماعات الترابية والسلطات المحلية، إضافة إلى إدماج جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات المحلية ومقاولات القطاع الخاص من أجل إنجاح هذا البرنامج وإشراك كافة هؤلاء المتداخلين في ضمان حسن تنزيله.

فبرنامج “أوراش” أو “الإنعاش الوطني” كما يعرفه المغاربة منذ القدم، ظرفي ومحدود في الزمن، جاء من أجل خلق فرصة عمل موسمية تتوخى من خلاله إنجاز مشاريع وأنشطة ذات طابع مؤقت تندرج في إطار المنفعة العامة والتنمية المستدامة، وكذا دعم الأشخاص والمقاولات والطاعات التي لا زالت تعاني من تبعات جائحة كورونا. إلا أن تداخل عدة مؤسسات في تنزيل هذه المبادرة إلى أرض الواقع، جعل سياسة الريع ومبدأ المقربون أولى يطغى على عملية توزيع المشاريع والأوراش على المقاولات والجمعيات والتعاونيات المقربة من المنتخبين، فغالبا ما تعطى الأولوية لأصحاب المصالح الانتخابية بعيدا عن مبادئ الأحقية، الشفافية والوضوح لخدمة الوطن.

فعملية التوزيع شابتها تلاعبات واختلالات، لم تحترم معها دفاتر التحملات ومعايير الترشيح، فطلبات عروض المشاريع الموجهة خاصة للجمعيات والتعاونيات صيغة على المقاس من أجل خدمة المصالح الخاصة لبعض المسؤولين وذويهم، أما في ما يخص بعض المقاولات التيقامت ب “تشغيل” الفئات المتضررة أو التي تعاني صعوبات في الاندماج المهني مقابل دعم مادي وصل إلى 1500 درهم عن كل مستفيد، فهناك من وجدها وسيلة احتيالية للتوصل بهذا الدعم بخلق فرص عمل وهمية وتوظيف المقربين من أجل الاستفادة من ذلك. فمثلا هذه التصرفات هي ما تجعل المغرب يبطئ الخطى في اللحاق بركب التنمية.

فوجب على الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية، القيام بواجبها، والتحقيق في سيرورة هذه الأوراش ومدى تطبيقها لدفتر التحملات ومراعاتها لأهداف المسطرة لذالك.

ويبقى برنامح “أوراش” خطوة هروب للأمام من هذه الحكومة التي ابتلانا بها الله.

فماذا بعد “أوراش”؟