واسيني الأعرج: “الديفا” عنوان روايتي الجديدة وحرب غزة فجرت حقائق كثيرة بخصوص حقوق الإنسان ودور المثقف
 استضافت الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب (19 – 28 أفريل 2024) الروائي الجزائري واسيني الأعرج في لقاء أداره الباحث والدكتور شفيع بالزين، والتأم مساء الأحد بقصر المعارض بالكرم. وقد تحد ث الكاتب الجزائري بكل جرأة عن القضايا الراهنة أبرزها الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
يقول واسيني الأعرج إن المقاومة ليست رهينة الرواية فحسب، بل المقاومة تكون بأشكال مختلفة وعلى الإنسان بدرجة أولى، بغض النظر عن أفكاره، أن يتحر ك لمناصرة القضايا العادلة. ويرى أن من واجب الإنسان عموما والمثقف على وجه الخصوص، وبما أنه يعي آليات المقاومة، أن يتحر ك لمناصرة القضايا العادلة إما عبر الرواية أو عبر آليات أخرى في الكتاب وبقية الفنون وغيرها.
ولاحظ أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة فجرت حقائق كثيرة عن بخصوص حقوق الإنسان ودور المثقف ومواقفه تجاه الإنسانية. وقال إن ما تفعله إسرائيل من ممارسات وحشية تجاه الفلسطينيين هي بالنسبة إلى المثقف “علاقة حاسمة في التعامل مع الأشياء، وفي الحالات الحاسمة لا ينبغي الوقوف في خط الوسط، بل يجب الحسم بـ “مع” أوضد ” ممارسات إسرائيل”.
واعتبر أن بعض الكتاب العرب اختصروا الطريق واختاروا الأطروحة الإسرائيلية على حساب الأطروحة الفلسطينية، مبينا أن هؤلاء أخطؤوا في اختيارهم لأن “رهانهم الثقافي والقرائي مبني على نخبة معينة في فرنسا ودخلت حساباتهم في أشياء أخرى مثل الجوائز الدولية”.
ويعتقد الكاتب الجزائري أن حقوق الإنسان جعلت لتحمي الإنسان الأبيض الغربي، أما البقية فهم “زوائد بشرية بالنسبة إليهم ويجب التخلص منهم”، وضرب مثلا خلال حديثه عن الرد الإيراني على قصف إسرائيل لقنصليتها في سوريا، متسائلا “لماذا تحر ك الغرب في اليوم الموالي وكانت وثيقة الرد الإيراني على طاولة مجلس الأمن الدولي”؟ وعن مشاريعه الروائية التي ينكب على العمل عليها حاليا بعد رواية “حيزية”،
كشف واسيني أنه يشتغل على رواية جديدة تحمل عنوان “الديفا” وهي شخصية نسوية عن مغنية الراي الجزائرية الشهيرة “شيخة ريميتي” (1929 – 2006) التي تعتبر أحد مؤسسي فن الراي في الجزائر، حتى إنها عندما توفيت م نع جثمانهامن الدفن في مقابر المسلمين. ويقول عنها واسيني الأعرج إنها سيدة عاشت حياة غريبة، فهي فقدت زوجها ثم ابنها وراحت تغني في إحدى الحانات زمن الحرب العالمية الثانية وأد ت أغان شعبية “خطيرة جد ا”، مضيفا “أعتبر أن من واجبي تكريم هذه السيدة”.
ويحكي واسيني الأعرج إحدى أكثر الطرائف غرابة بالنسبة إليه وهي التي جعلته يسلك دربه نحو عالم التخييل والرواية والكتابة، فقد قص على الحاضرين أنه كان يرتاد إحدى المدارس القرآنية في قريته غرب الجزائر على الحدود المغربية، وكان في المدرسة القرآنية كتاب مهترئ لا ي عيره أحدا اهتماما، فصادف أن وصل ذات يوم إلى المدرسة متأخرا فكان مضطر ا لاستغلال هذا الكتاب في القراءة. ويروي واسيني أنه عمد قصدا إلى سرقة الكتاب وقراءته في المنزل ونالت قراءته استحسان جد ته، التي كانت فخورة بحفيدها وهو يقرأ القرآن،ليكتشف بعد ذلك من صديق له أن ذلك الكتاب المسروق لم يكن القرآن الكريم بل كان كتاب “ألف ليلة وليلة”، لتنطلق مذاك الوقت رحلته مع عالم الرواي والتخييل.