الدار البيضاء..التحقيق في تفويت صفقة لمحظوظين وإتلاف أرشيف الصفقات العمومية

 

فتح المركز القضائي للدرك الملكي، بتعليمات من النيابة العامة، بالدار البيضاء، تحقيقات بخصوص تفويت صفقة إنجاز طريق لمحظوظين.

وكشفت يومية الصباح أن خلافا نشب بين رئيس جماعة الهراويين بالبيضاء، وخمسة من أعضاء المجلس، حول ظروف تفويت الصفقة أمام المركز القضائي التابع لسرية الدرك عين السبع.

وأوضحت اليومية أن الخلاف بدأ باتهام الرئيس لخصومه بإلحاق خسائر مادية بمقر الجماعة، بعد اعتصامهم دجاخلها، لكنه ووجه بشكاية مضادة تتهمه بتبديد أموال عمومية واستغلال الحدث لتعمد إتلاف أرشيف الجماعة، لطمس فضائح طالت صفقات عديدة، وتلفيق التهمة لهم.

وأضاف ذات المصدر أن المحققين استمعوا لجميع أطراف القضية، بداية برئيس جماعة الهراويين، والمستشارين الخمسة، وموظفين ومسؤولين بالجماعة، مرجحة أن يحال الرئيس ومعارضوه وكل من له علاقة بالقضية على النيابة العامة بالمحكمة الزجرية بالبيضاء، الأسبوع الجاري.

وكشف الصباح أن مقر جماعة الهراويين عرف حالة احتقان كبير، بعد أن قرر خمسة مستشارين، واحد من الأغلبية والباقون من المعارضة، الاعتصام احتجاجا على الرئيس وظروف تفويت صفقة إنجاز طريق لشركة في ملكية أحد المقربين منه، حسب قولهم.
وخلال الاعتصام، تعرضت بعض مرافق ومكاتب جماعة الهراويين، سيما قسم الأرشيف، للتلف بسب تسرب مائي، فسارع الرئيس إلى تقديم شكاية إلى النيابة العامة يتهم فيها معارضيه بإلحاق خسائر مادية بمقر الجماعة، أحيلت على المركز القضائي للدرك للتحقيق فيها.
واستدعى محققو المركز القضائي الرئيس للاستماع لإفادته في شكايته ضد خصومه، إذ اتهمهم بتعمد إلحاق خسائر بمرافق الجماعة خلال تنظيمهم اعتصاما بها، إلا أنه خلال الاستماع إلى معارضيه الخمسة، ظهرت مستجدات أخرى غيرت مجريات أحداث القضية.

وخلصت التحقيقات إلى أن سبب الخلاف بين الرئيس ومعارضيه، صفقة إنجاز طريق، إذ قرر الرئيس تفويتها إلى أحد معارفه، وقدم وعودا لخصومه بتمكينهم من امتيازات، إذ وافقوا عليها، إلا أن الرئيس بعد أن أنجز مهمته بنجاح وفوت الصفقة لشركة أحد معارفه تنكر للمستشارين الخمسة، وهو ما اعتبر طعنة في الظهر، فقرروا الدخول في أشكال احتجاجية، من بينها الاعتصام بمقر الجماعة.

وأفادت المصادر أن التحقيق مع المستشارين، كشف أنه خلال اعتصامهم بمقر الجماعة فوجئوا بتعرض حنفيات الجماعة للسرقة، ما نتجت عنه تسربات كبيرة، طالت عددا من مرافقها ومكاتبها، من بينها قسم الأرشيف، قبل أن يخبروا في ما بعد أن أغلب الوثائق أتلفت بسبب تسرب المياه، ويجدوا أنفسهم موضوع شكاية تتهمهم بذلك.
وشددت المصادر أن معارضي الرئيس اتهموه بتعمده افتعال الواقعة، بتواطؤ مع مقربين منه، للتخلص من أرشيف صفقات لطمس خروقات تشوبها، قبل أن يتقدموا بشكاية مضادة يتهمونه فيها بتبديد أموال عمومية، وتعمد إتلاف أرشيف الجماعة