المصائب لا تأتي فرادى.. فأوروبا تلك القارة العجوز التي وجدت نفسها في خضم صراع دبلوماسي وعسكري واقتصادي و أزمة طاقة غير مسبوقة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية. لم تكد أن تلملم شتات نفسها، حتى ضربتها أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام. أدت إلى انخفاض مستوى المياه في البحيرات و الأنهار بما يهدد إمدادات مياه الري والشرب والشحن النهري. بالإضافة إلى جفاف الأراضي الزراعية وهو ما يكلفها مزيدا من الخسائر الاقتصادية.

الجفاف  الذي يصيب الأنهار في أروبا يسبب اضطرابات قوية في حركة التجارة عبر الأنهار. والتي تعد عنصرا مهما للنقل بين الدول الأوروبية. وتسهم بنحو 80 مليار دولار في اقتصاد منطقة اليورو. بحسب بيانات هيئة “يوروستات”. وهو مبلغ قد تفقده ميزانية دول الاتحاد الأوروبي إذا ما توقفت حركة النقل عبر الأنهار و القنوات المائية بالمنطقة.

و في هذا السياق، قال مستشار التحرير في منصة الطاقة، أنس الحجي، في مقابلة مع برنامج “عالم الطاقة” على قناة “سكاي نيوز عربية” إن مشكلة الجفاف في أوروبا كبيرة جدا. وإنها على المدى الطويل، قد تكون أخطر من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات المرتبطة بها.

“أوروبا الآن في مأزق كبير بسبب الجفاف، وقد يكون هذا المأزق أكبر بكثير من مأزق الحرب الروسية الأو كرانية”. بحسب ما قاله الحجي.

و كان باحثون في المفوضية الأوروبية قد حذّروا من أن الجفاف الذي يجتاح معظم دول الاتحاد الأوروبي سيكون الأسوأ منذ القرن السادس عشر.

و قال أندريا توريتي، كبير الباحثين في مجلس البحوث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية: “في الوقت الحالي، يبدو أن هذا هو العام الأسوأ منذ 500 عام. وهو حتى أسوأ مما كان عليه في عام 2018″، مبينا أن “عام 2018 كان شديد الحرارة لدرجة أنه بالنظر إلى القائمة الخاصة بالأعوام الـ500 الماضية، لم تكن هناك أحداث أخرى مماثلة، نظرا لتفاقم الطقس الحار والجاف منذ أربع سنوات”.