كشفت معطيات لوزارة الداخلية المغربية بأن السلطات تمكنت، خلال السنوات الخمس الماضية، من إحباط  حوالي 366 ألف محاولة للهجرة غير النظامية نحو أوروبا.

وبحسب المعطيات الرسمية لوزارة الداخلية فإن هذا الرقم يصل إلى أكثر من 70 ألف محاولة أحبطت العام الماضي. و 25 ألف و519 محاولة حتى شهر مايو خلال العام الجاري.

وشملت عمليات الإنقاذ في عرض البحر حوالي 90 ألف مهاجر خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب المصدر ذاته. في مقابل ما مجموعه 12 ألفا و478 مهاجرا العام الماضي، و3150 إلى حدود الشهر الماضي.

وفيما يخص تفكيك الشبكات الإجرامية التي تنشط في الاتجار بالمهاجرين، أوضح المصدر ذاته أن العدد بلغ 290 شبكة إجرامية العام الماضي. فيما تم تفكيك 117 شبكة حتى نهاية مايو من العام الجاري، مما يرفع العدد الإجمالي للشبكات التي تم تفكيكها خلال السنوات الخمس الماضية إلى 1500.

وبخصوص محاولات اقتحام سبتة و مليلية التي أحبطتها السلطات المغربية، أفادت معطيات الداخلية المغربية بأنها بلغت حوالي مائة محاولة خلال السنوات الخمس الماضية. تورط فيها حوالي 17 ألفا و500 شخص.

كما أشارت إلى أن العام الماضي فقط، شهد 16 محاولة اقتحام للسياج الحديدي لسبتة و مليلية. 16 محاولة مقابل محاولة وحيدة خلال الخمسة أشهر الأخيرة من السنة الجارية. وذلك بفضل تعزيز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفقا للمصدر ذاته.

وتأتي أرقام السلطات المغربية تزامنا مع مرور سنة على “مأساة مليلية”، عندما حاول نحو ألفي مهاجر غير نظامي، معظمهم من السودان، اقتحام السياج العالي الذي يفصل هذه المدينة الإسبانية عن مدينة الناظور المغربية.

ووفقا للرباط، قتل 23 مهاجرا في ذلك اليوم. في أعلى حصيلة تسجل خلال هذا النوع من المحاولات لاقتحام هذا الجيب وجيب سبتة المجاور. و اللذين يُشكّلان الحدود البرية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة.

لكن منظمة العفو الدولية غير الحكومية، وخبراء مستقلين عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أشاروا إلى أن عدد القتلى لا يقل عن 37. في حين فُقِد أثر 76 مهاجرا منذ ذلك الحين، بحسب جماعات معنيّة بالدفاع عن حقوق الإنسان.

المغرب ممر “تقليدي” للهجرة غير النظامية..

وقال إستيبان بلتران، مدير الفرع الإسباني لمنظمة العفو الدولية “واضح أن هناك استراتيجية” لدى السلطات الإسبانية والمغربية لـ”إخفاء ما حدث”. متحدثا عن “كارثة بالنسبة إلى حقوق الإنسان”.

وبعد أن وجهت إليهما أصابع الاتّهام في هذه المأساة، نفت الرباط ومدريد أي استخدام مفرط للقوة. متهمتين المهاجرين بممارسة “العنف” تجاه عناصر الشرطة التابعين لكل منهما. وبحسب الرباط، قضى هؤلاء المهاجرون خلال سقوطهم من السياج أو اختناقا من جراء حصول عمليات “تدافع”.

ويعد المغرب ممرا تقليديا للهجرة غير النظامية سواء عبر البحر الأبيض المتوسط. أو جيبي سبتة ومليلية شمالا. أو عبر المحيط الأطلسي جنوبا باتجاه جزر الكناري.

وازدادت في السنوات الأخيرة محاولات المهاجرين عبور الطريق الأخير. بعد تشدد السلطات في التصدي للهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط.

ويشتهر المحيط الأطلسي بتياراته القوية التي تجعل محاولات عبور كهذه بغاية الخطورة. لكنها تزايدت في الأيام الأخيرة بفعل تحسن الأحوال الجوية، وهي في الغالب من سواحل الصحراء المغربية.

ويقبل على “قوارب الموت” مهاجرون أفارقة من بلدان جنوب الصحراء، ولكن أيضا مغاربة يحلمون بحياة أفضل في أوروبا.